هو ليس مهرجاناً فحسب، بل لوحة فنية وجدت نتيجة اندماج الكلمة المكتوبة في صفحات الرواية بألوان نثرت عبق سحرها على لوحات عكست صوراً جميلة من الخيال في عالم الفنون التشكيلية.
ففي المهرجان الفني الثقافي «بصمة فن» بنسخته الثالثة، والذي افتتح مساء اليوم بحضور الراعي الفخري انتصار المحمد، تحت رعاية الكاتب حسين البلوشي وبتنظيم فريق «كويت ألفا سكواد» والذي يستمر لغاية يوم السبت 12 من الشهر الجاري، اجتمع تحت سقف قاعة معجب الدوسري في منطقة مشرف 30 كاتباً و40 فنانا تشكيلياً ليضعوا سوياً «بصمة فن» من خلال مشاركتهم التي حملت الكثير من الصور الإبداعية في الرواية والفنون التشكيلية بأيادي شباب وشابات كويتيين سافروا بالجمهور الكبير الذي تنوع ما بين ممثلي وسائل الإعلام ومشاهير «السوشيال ميديا» وفنانين وشخصيات مجتمعية إلى عوالم إبداعية.
وعلى هامش الافتتاح، قالت الشيخة انتصار بدر المحمد الصباح لـ«الراي»: «يسعدني أن أتواجد بين أبنائي المبدعين من الكتاب والفنانين التشكيليين في المهرجان الفني الثقافي الثالث، والذي يحمل عنوان (بصمة فن)». وأضافت «ما رأيته في المواسم السابقة الناجحة من تميز بالأعمال الفنية ها هو يتجدد اليوم بوجود الكثير من الشباب والشابات المبدعين من أصحاب المواهب الفنية والثقافية، فالكويت معروف عنها هي مصدر الإبداع، ومنها يخرج كل عمل مميز بسواعد (عيالها)، وبدوري أقف دائماً بجانبهم وأشجعهم للوصول إلى الخليج والوطن العربي والعالمية من خلال ما يقدمونه من أعمال فنية ثقافية مختلفة، وإن شاء الله سيستمر المهرجان بنجاحاته لسنوات طويلة».
بدوره، قال راعي المهرجان الكاتب حسين البلوشي إن «(بصمة فن) يضم جميع المبدعين والمتميزين، وهو بمثابة المكان الحقيقي لهم لإبراز طاقاتهم الفنية والوصول بأعمالهم للجمهور، وهو داعم لكل الشباب ممن يملكون مواهب فنية، سواء في الكتابة أو حتى في الرسم وغيرها من الفنون».
وأضاف «المهرجان هذا العام هو سلسلة لمواسم سابقة حققت نجاحاً كبيراً، واليوم نحن في الموسم الثالث، وحرصنا على أن يكون مختلفاً من ناحية الفكرة، إذ عمدنا إلى دمج الفنانين التشكيلين بالكتاب، فلكل منهم زاوية إبداعية في مجاله، وباعتقادي أنهم مكملون لبعض، فهم ينقلون لنا وللجماهير صوراً جمالية معبرة، إما بالألوان أو بالكلمة ونحن في (بصمة فن) نضع من أولوياتنا تطوير قدرات المشتركين وكذلك آلية عمل المعارض الثقافية».
المشاركون
والتقت «الراي» أيضاً بالمشاركين في المهرجان، والبداية كانت مع الدكتور الكاتب محمد حميد أسد، الذي قال: «أشارك من خلال تأليفي لمنهج تدريب (دبلوم الرواية التفاعلية)، وهو الأول من نوعه في الوطن العربي، ويحتوي على تطبيقات عملية لتكوين شخصية بطل الرواية وتدريبات على وصف المكان والزمان في السرد الروائي».
من جانبها، قالت الكاتبة أبرار ملك "مشاركتي في المهرجان عبر كتاب يحمل عنوان (صوت جبلي) في مجال التنمية البشرية، وأتطرق فيه لعوامل النجاح وأساسيات تحقيق الأهداف وتخطي العقبات، ويحتوي على قصص واقعية وتجارب علمية. وبصراحة، ما أراه اليوم من تجمع في المهرجان، شيء رائع وثري جداً، خصوصاً بوجود الكثير من الكتاب والفنانين التشكيليين.
وأشارت الفنانة التشكيلية فاطمة الصديق إلى اختيارها المشاركة في «بصمة فن» برسم لوحة «لايف»، لافتة إلى أنها «مستوحاه من الفيلم الكويتي (بس يا بحر)، لأنه يعتبر أول فيلم كويتي وخليجي وأنجح فيلم بالنسبة إليّ، وأعتقد أن الكثيرين يوافقونني الرأي بهذا. لذلك، رسمت الفنان القدير سعد الفرج، كونه أحد أبطال الفيلم، وتحديداً لقطته وهو ينظر للبحر متفقداً ابنه الذي ذهب إلى الغوص، وأشارك أيضاً بلوحات عدة في فن البروتريه والتجريدي والواقعي».
بدوره، قال الفنان التشكيلي يوسف خاجة «هذه المشاركة الأولى لي في المهرجان، وسعيد جداً بالأجواء الثقافية الفنية التي بلا شك تنعكس إيجاباً علينا كفنانين بمختلف التخصصات. ومن خلال المعرض، أقدم لوحة واحدة، بعنوان (مشروعك من أفكارك) أجسد فيها لقطة من مسلسل (درب الزلق)، التي تجمع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والفنان القدير سعد الفرج أمام (التجوري) وأرمز من خلالها إلى كيفية التخطيط لعمل أي مشروع تجاري».
ورأت الفنانة التشكيلية ابتهال العوضي أن «المهرجان جميل جداً ورائع، حيث يجمع خيرة الفنانين والفنانات في الكويت، سواء الكتاب أول التشكيليين، ومشاركتي فيه عبر لوحة للفنانة القديرة سعاد عبدالله، مأخوذة من أوبريت (شهر العسل)، وسبب اختياري هو حبي الكبير لها ولهذا العمل الخالد في ذاكرة الجمهور».