في رحاب «موسيقى الجاز» وثقلها الفني وثقافتها وعمق تاريخها، قضى الجمهور الكويتي أول من أمس، لحظات مليئة بالرومانسية، حملتها نسمات من مقطوعات موسيقية مُعبّرة عن جمالية اللحن وعذوبة الغناء مع فرقة الجاز الكويتية، التي أحيت حفلاً رفيع المستوى في القاعة المستديرة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وذلك ضمن «موسم ربيع الكويت» الذي انطلقت فعالياته السبت الماضي.
وشهد الحفل، الذي تعنون بـ«كلاسيكيات موسيقى الجاز» حضور حشد جماهيري غفير، ممن تسمروا على مقاعدهم لساعتين، ليحلّقوا في عوالم الرومانسية، حيث نجحت الفرقة الكويتية في العزف الموسيقي الآخاذ وبالأداء السداسي، بوجود ستة عازفين ومغنٍ واحد.
ولعلّ تفاوت الفئات العمرية وتعدّد الثقافات بين الحضور في المدرجات أسهم في ارتقاء الحفل إلى منزلة الإبداع الفني، حيث تجلى التفاعل والانسجام من قِبل الجميع مع كل مقطوعة موسيقية، تألق بعزفها أعضاء الفرقة، لينقلوا الجمهور إلى فضاء الزمن الكلاسيكي، حيث النغم الهادئ الذي تدفق على مسامعهم من معزوفات ممزوجة بين الموسيقى الغربية والشرقية وموسيقى الجاز، وألحان الموسيقار الإيطالي أنطونيو فيفالدي التي تتميز بالبساطة والجمال، بينما سرق العزف المنفرد قطعة جمالية من تلك التحف الموسيقية، خصوصاً عبر العزف على البيانو، إلى جانب الإيقاعات والآلات الوترية والنفخية، الأمر الذي أشعل جذوة الحماسة في نفوس الحاضرين، وملأ المدرجات ضجيجاً بالتصفيق، وراء كل معزوفة منفردة.
فور انتهاء الفرقة من عزفها، انضمت المغنية الأميركية ميلبا إلى زملائها أعضاء فرقة الجاز الكويتية، وسط ترحيب كبير من الجمهور، وبدورها ردّت التحية بمثلها، قبل أن يصدح صوتها بمجموعة من الأغاني التي اشتهر بها روّاد موسيقى «البي بوب» (Be-Bop) وهو نوع مشتقّ من موسيقى الجاز.
كما طافت ميلبا كفراشة الربيع، مستلهمة من رحيق الموسيقى الكلاسيكية أجملها، بصوتها الذي يشبه بهدوئه نسمات الهواء العليل، حيث جابت مدناً ومعالم شتى في فن الجاز، لتقدم توليفة متناغمة من الأعمال العالمية المتنوعة.
وكان هذا كفيلاً بإدخال البهجة ورسم السعادة والرضا على ملامح الجمهور، الذي ظلّ مستمتعاً حتى آخر نغمة موسيقية، في هذه الأمسية التي حملت على سلمها الموسيقي العديد من الرسائل الإنسانية والفنية والثقافية.
يُذكر أن فرقة الجاز الكويتية، هي أول فرقة تُعنى بهذا النوع من الموسيقى في البلاد، وتعتبر جزءاً من مجموعة الأحمدي للموسيقى، إذ تتكون من 6 عازفين ومغنٍ واحد.