تتضمنها وثيقة «نزاهة» لإدراجها في المقررات الدراسية

4 قِيَم مضادة للفساد... في مناهج «التربية»

25 ديسمبر 2021 09:40 م

- محمد بو زبر:
- التربية والتعليم أفضل وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة والحد من الفساد
- المساءلة تعني تمكين المواطن من مراقبة ومساءلة المسؤولين
- النزاهة هي الأخلاقيات الإيجابية التي ترفع الفرد عن كل ما يشوهه
- الإنصاف يعني الحياد التام وعدم التحيّز

كشف الأمين العام لهيئة مكافحة الفساد «نزاهة» الدكتور محمد بو زبر عن إدماج 4 قيم مضادة للفساد في المناهج الدراسية لوزارة التربية وهي قيم (المساءلة - النزاهة - الإنصاف - الشفافية)، مبيناً أن الهيئة قدمت إلى الوزارة وثيقة تتضمن القيم المطلوبة لغرسها وإدماجها، وفقاً لأفضل الممارسات والتجارب الدولية في هذا المجال.

وقال بو زبر، في كتاب وجهه إلى وكيل وزارة التربية الدكتور علي اليعقوب وحصلت «الراي» على نسخة منه، «إن التربية والتعليم هما أفضل وأسرع وسيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 من خلال حكم القانون وضمان المساواة في الوصول إلى العدالة للجميع والحد من الفساد والرشوة بجميع أشكالهما وتطوير مؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة على جميع المستويات».

وأوضح بو زبر آلية إدماج القيم المشار إليها في المناهج من خلال إدراجها في وحدات خاصة في المقررات الدراسية المتعلقة بالمواطنة والأخلاقيات والقيم وتقديم الدعم للمدرسين، من خلال كتيبات المعلم أو مواد تعليمية إضافية، لافتاً إلى اختيار تجارب بعض الدول في هذا المجال (منها ألمانيا - كوريا الجنوبية - الصين - المجر - النرويج - بنما - البرازيل - اليونان - النمسا - ماليزيا).

ووفقاً لوثيقة القيم، فإن القيمة الأولى وهي المساءلة تعني تمكين المواطن من مراقبة ومساءلة المسؤولين والجهات، وهي التزام الأفراد والمنظمات العامة والخاصة والمجتمع المدني بالوفاء بالتعهدات والواجبات، فيما تعني القيمة الثانية وهي النزاهة، كل الصفات الأخلاقية الإيجابية الفاضلة التي تخص الأفراد بحيث يترفع الفرد عن كل ما من شأنه أن يشوه سمعته أو ذمته المالية والأخلاقية وتشتمل على صفات عدة أهمها الأمانة وعدم الكذب أو الغش والسرقة.

وعرفت الوثيقة القيمة الثالثة وهي الإنصاف ويعني الحياد التام وعدم التحيّز أو التعسف في الحقوق (إعطاء كل ذي حق حقه)، وعدم التحيز في معاملة الناس ومعالجة جميع الحالات المتشابهة على نحو مماثل، وعدم إلقاء اللوم على الناس الأبرياء والمبادرة إلى التصحيح الفوري والتطوعي للأخطاء والمخالفات الشخصية، وعدم استغلال أخطاء الناس وجهلهم استغلالاً غير عادل كطلب الطبيب في مستشفى خاص فحوصات أو اختبارات طبية غير ضرورية من المريض، بينما تعني القيمة الرابعة وهي الشفافية، حق الغير في المعرفة والانفتاح والمكاشفة.

3 طرق للدمج

حددت الوثيقة 3 طرق لدمج القيم المضادة للفساد في التعليم هي:

1. ضمن المنهج: من خلال إدماج وحدات تعليمية خاصة بالقيم المضادة للفساد في مقررات دراسية تعني بالمواطنة، أو تزويد المعلمين بمواد أو أدلة إضافية داعمة لهذه القيم.

2. مصاحبة للمنهج: من خلال أنشطة أو برامج طلابية خاصة بمكافحة الفساد مصاحبة للمنهج.

3. دعم جهة متخصصة: من خلال هيئة معنية بمكافحة الفساد مثل «نزاهة» ولعل هذه الوثيقة هي خير مثال على هذا النوع من الطرق.

تجربة ماليزيا... 1000 مدرسة

ذكرت الوثيقة أن هيئة مكافحة الفساد في ماليزيا أعدت وحدات تعليمية قصيرة للمعلمين، لتسهيل إجراء المحادثات أو التدريبات أو ورش العمل للطلبة إضافة إلى رسوم متحركة تفاعلية مع رسائل مكافحة الفساد للأطفال وملاحظات للآباء على بوابة التعليم في ماليزيا تربط أكثر من 1000 مدرسة، موضحة أنه يمكن تطبيق هذه التجربة في الكويت من خلال تشكيل فريق عمل مشترك من نزاهة ووزارة التربية والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، ويمكن أن تكون بداية العمل هو التواصل مع لجنة مكافحة الفساد الماليزية، للتعرف على تجربتها عن كثب.

دور «نزاهة»

ذكرت الوثيقة أن الجهات المتخصصة في مكافحة الفساد في العالم، ومنها «نزاهة» تقوم بدور توعوي مهم، فالتعليم أداة مهمة في الوقاية من الفساد وقد نظمت الهيئة مسابقات طلابية لزيادة الوعي بالرقابة العامة والأخلاق والمواطنة والنزاهة والمشاركة في مكافحة الفساد، وتراوحت المسابقات بين كتابة مقالات ورسم ومسابقات لأفضل النصوص الصحافية والشعارات والملصقات واللافتات واللوحات والأعمال السمعية والبصرية والأفلام القصيرة.