أفادت شركة كامكو إنفست بأن الكويت شهدت زيادة بإنتاجها بواقع 29 ألف برميل يومياً في شهر نوفمبر الماضي، موضحة أنه وفقاً لتقرير «أوبك» زاد معظم المنتجين إمداداتهم في نوفمبر، فيما سجلت السعودية أكبر زيادة في الإنتاج بين دول المنظمة بـ101 ألف برميل يومياً (+70 ألف برميل يومياً وفقاً لـ«بلومبرغ») ليصل في المتوسط إلى 9.9 مليون برميل يومياً، وهو أعلى معدل إنتاج يتم تسجيله في 19 شهراً.
وبينت أن العراق شهد ثاني أكبر زيادة في الإنتاج بـ91 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 4.24 مليون برميل يومياً، تلته نيجيريا والكويت بزيادة إنتاجهما بواقع 85 و29 ألف برميل يومياً، على التوالي.
وأشارت «كامكو إنفست» في تقرير لها إلى ارتفاع إنتاج «أوبك» للشهر السابع على التوالي في نوفمبر بزيادة شهرية 350 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط الى 28 مليون برميل يومياً، فيما يعد أعلى المستويات المسجلة منذ أبريل 2020 وفقاً لبيانات وكالة بلومبرغ، مبينة أن مصادر «أوبك» الثانوية كشفت عن نمو الإنتاج بمعدل أقل قليلاً من 285 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 27.72 مليون برميل يومياً، فيما أدى انخفاض إنتاج كل من أنجولا والكونغو وليبيا إلى التأثير سلباً على معدل النمو الإجمالي الذي شهده الشهر الماضي.
أسعار الخامات
وأوضح التقرير أن متوسط سعر خام «أوبك» القياسي بلغ 80.4 دولار للبرميل في نوفمبر، متراجعاً بـ2.1 في المئة مقارنة بمستويات أكتوبر، كما انخفض أيضاً سعر مزيج خام برنت بـ2.6 في المئة ليصل في المتوسط إلى 81.37 دولار للبرميل، بينما انخفض سعر خام التصدير الكويتي بـ1.9 في المئة إلى 81.13 دولار للبرميل في المتوسط.
وأفاد التقرير بأنه بعد تراجع أسعار النفط بنحو 15 في المئة خلال نوفمبر، على خلفية اكتشاف سلالة أوميكرون المتحورة وظهور مخاوف إضافية في شأن العرض، انتعشت الأسعار مجدداً وصعدت متخطية مستوى 70 دولاراً للبرميل في الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري.
ولفتت «كامكو إنفست» في تقرير لها إلى أن سلسلة من الأخبار الإيجابية ساهمت في تعزيز أسعار النفط بما في ذلك انخفاض مخاطر «أوميكرون»، وإحكام قبضة «أوبك» وحلفائها على الإمدادات، إلى جانب الأخبار الاقتصادية الإيجابية من آسيا، مضيفة أنه بعد الإفراج عن احتياطي البترول الإستراتيجي الشهر الماضي، وهو الأمر الذي أثّر على الأسعار، كان للإعلان الأخير عن الإفراج عن المزيد من الاحتياطات الإستراتيجية تأثيراً ضئيلاً على أسعار النفط.
الاحتياطيات الإستراتيجية
ولفت التقرير إلى أن واشنطن كانت قد أعلنت أخيراً أنها ستفرج عن 18 مليون برميل إضافية من احتياطيات النفط الإستراتيجية الأسبوع المقبل، إلا أن الخطة الأولية للولايات المتحدة للاستفادة من الاحتياطيات بالتضامن مع 5 دول أخرى (الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة) لم يتم تنفيذها بعد لأن تلك الدول لم تعلن بعد عن كمية الاحتياطيات التي ستفرج عنها بدقة ولم تحدد توقيت ذلك، حتى وصل الأمر إلى إشارة بعض المحللين إلى أن الإحجام عن تنفيذ تلك الخطة ينبع أيضاً من حقيقة أن هؤلاء المستهلكين لا يريدون تعريض علاقتهم بالبائعين للخطر، خصوصاً في وقت يرتفع فيه الطلب على النفط بشكل موسمي خلال فصل الشتاء، كما أدى انخفاض الأسعار على خلفية «أوميكرون» أيضاً إلى تأخر استجابة الدول الخمس.
وتابع التقرير «من جهة أخرى، أدى تزايد مخاوف التضخم إلى إجبار البنوك المركزية في العديد من الدول على رفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، ما قد يغيّر مسار الطلب على النفط في المستقبل».
قيود السفر
وأشار إلى أن حالة من الذعر انتابت العالم بعد ظهور «أوميكرون» واكتشافه في أكثر من 60 دولة، والذي كان يُعتقد في البداية أنه أكثر خطورة من سلالة دلتا المتحورة، إلا أن تلك المخاوف انحسرت إلى حد كبير بعد أن أكدت تقارير حديثة عديدة أن تلك السلالة المتحورة لا تسبب مرضاً خطيراً، وأن جرعة معززة ثالثة من لقاح «كوفيد-19» قد توافر المناعة المطلوبة ضد الفيروس، في حين بدأت معدلات الإصابة على مستوى العالم في الارتفاع ووصلت لنحو 700 ألف حالة جديدة يومياً ما جعلها مصدر قلق في عدد من الدول.
وبين التقرير أن قيود السفر لا تزال سارية على مستوى العالم، ما يؤثر على انتعاش الطلب على وقود الطائرات، حيث فرضت بعض الدول مثل المملكة المتحدة وهونغ كونغ والهند وغيرها قيوداً أكثر صرامة أو مددت تدابير حظر السفر المفروضة بالفعل.
الإنتاج الأميركي
وعلى صعيد العرض، نوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة واصلت زيادة إنتاجها من النفط باستمرار على مدى الثلاثة أسابيع الماضية، مضيفة 300 ألف برميل يومياً ليصل متوسط إنتاجها إلى 11.7 مليون برميل يومياً كما في الأسبوع المنتهي في 3 ديسمبر، فيما توقع تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية الشهر الماضي أن يرتفع إنتاج النفط في حوض بيرميان إلى مستوى قياسي هذا الشهر ليصل إلى 4.95 مليون برميل يومياً، أي متخطياً أعلى المستويات المسجلة قبل الجائحة، يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه بيانات إضافة منصات جديدة بوتيرة ثابتة على مدار الأسابيع القليلة الماضية.
عوامل الطلب واعدة بعد تراجع مخاطر «أوميكرون»
لفتت «كامكو إنفست» إلى أن عوامل جانب الطلب على النفط ظلت واعدة بعد تراجع مخاطر «أوميكرون»، فيما لا تزال الصين من أبرز عوامل النمو الرئيسية للطلب المستقبلي على النفط بسبب القيود الصارمة المستمرة المتعلقة بـ«كوفيد-19»، حيث لم تتمكن الحركة الجوية في البلاد من التعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة بسبب تفشي المرض في بؤر صغيرة، إلا أن تعليقاً صدر أخيراً عن مسؤوليها مفاده أن الصين تسعى للعمل على تحقيق استقرار الأوضاع الاقتصادية، ما ساهم في تعزيز معنويات التفاؤل بأن بكين قد تعلن عن حزمة تحفيز مالي في أوائل 2022.