قطر تحتفل بيومها الوطني تحت شعار «مرابع الأجداد أمانة»

علي بن عبدالله: علاقة قطر الراسخة بالكويت سجّلها التاريخ بمِداد من نور

18 ديسمبر 2021 10:00 م

- نقدّر الجهود الصادقة التي تكلّلت بالنجاح وبدأها الراحل الشيخ صباح الأحمد واستكملها سمو الأمير لحل الأزمة الخليجية
- نهنئ قيادة الكويت بنتائج الحوار الوطني المتوج بتهيئة الأجواء لتوحيد الصف الوطني وتعزيز تعاون السلطتين
- التوجيهات السامية ستظل نبراساً نقتدي به في بذل قصارى جهدنا لكل ما فيه منفعة وخير للبلدين
- قطر جعلت الأولوية لبناء الإنسان وتحصينه بالمعرفة وتزويده بسلاح العلم وأدوات العصر

قال السفير القطري لدى الكويت علي بن عبدالله آل محمود، إن العلاقة الأخوية الراسخة والوطيدة بين قطر والكويت وشعبيهما الشقيقين أثبتتها الأيام والوقائع عبر مواقف مشرفة سجلها التاريخ بمداد من نور.

وأضاف آل محمود في كلمة بمناسبة اليوم الوطني لبلاده وتحتفل به قطر هذا العام تحت شعار (مرابع الأجداد أمانة) أن «التوجيهات السامية ببذل قصارى جهدنا لكل ما فيه منفعة وخير للبلدين ستظل نبراساً نقتدي به في العمل على ترقية وتعزيز هذه العلاقات الطيبة في كل المجالات».

وأشاد بالجهود الصادقة التي بدأها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد واستكملها سمو الأمير الشيخ نواف لحل الأزمة الخليجية حتى تكللت بالنجاح في (قمة العُلا) وتوجت بنتائج مثمرة حققت المصالحة الخليجية ما يضمن الأمن والاستقرار لدول مجلس التعاون الخليجي وللمنطقة برمتها.

وأعرب عن تهانيه الصادقة للقيادة السياسية الكويتية على نتائج ومخرجات الحوار الوطني الذي تمت إقامته أخيرا بتوجيهات سامية من سمو الأمير، والتي توجت بتهيئة الأجواء لتوحيد الصف الوطني وتعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية تحقيقاً للمصلحة العليا للبلاد ودعم الاستقرار السياسي فيها.

وقال إن مؤسسات السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في بلاده اكتملت بعد أن شمل سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برعايته الكريمة في الـ26 من أكتوبر الماضي افتتاح أول مجلس تشريعي منتخب في تاريخ قطر بعد انتخابات حرة ونزيهة جسّدت حرص الشعب القطري على القيام بواجبه الوطني ونالت إشادة وإعجاب الدول الشقيقة والصديقة.

رحلة الديموقراطية

أكد آل محمود حرص الدستور القطري على تثبيت مبادئ الديموقراطية والشورى بتوفير كل الضمانات والحريات للمواطن من أجل حياة كريمة قوامها الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في العمل وحق التعبير السلمي عن الرأي.

وأوضح أن الدول المتقدمة تهتم ببناء الإنسان كقاعدة متينة تؤسس عليه كل نواحي التقدم الأخرى ولذلك جعلت دولة قطر الأولوية لبناء الإنسان عقلاً وجسداً وتحصينه بالمعرفة وتزويده بسلاح العلم وأدوات العصر بهدف إعداد جيل المستقبل الواعد لذا فإن أهداف التنمية في رؤية قطر 2030 تتمحور حول بناء الوطن والمواطن.

وقال إن بلاده على وشك استكمال التحضيرات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم (قطر 2022) نهاية العام المقبل من حيث منشآت البنية التحتية وغيرها من الاستعدادات الأخرى المطلوبة كما تم إنجاز العديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية المصاحبة.

وأشاد بالإجراءات الاحترازية والوقائية الصارمة التي اتخذتها بلاده في احتواء جائحة (كورونا) والتقليل من آثارها إلى الحد الأدنى وكانت من الدول القليلة التي تجاوزت هذه المحنة وذلك بفضل النجاح الذي حققته مؤسساتها الصحية.

واستذكر بهذه المناسبة تاريخ الآباء والأجداد الذين وطدوا دعائم الوطن ورفعوا رايته عالية في سماء العزة والكرامة لتستمر مسيرة بناء الوطن بسواعد أبنائه المخلصين لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً حفاظاً على إرث المؤسسين.

ورفع آل محمود أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والحكومة والشعب القطري بهذه المناسبة الوطنية.

بناء الإنسان

قال آل محمود إن الدول المتقدمة تهتم ببناء الإنسان كقاعدة متينة تؤسس عليه كل نواحي التقدم الأخرى، ولذلك جعلت دولة قطر الأولوية لبناء الانسان عقلاً وجسداً وتحصينه بالمعرفة وتزويده بسلاح العلم وأدوات العصر بهدف إعداد جيل المستقبل الواعد، لذا فإن أهداف التنمية في رؤية قطر 2030 تتمحور حول بناء الوطن والمواطن.

وفي مجال حقوق الإنسان، حرص الدستور القطري على تثبيت مبادئ الديموقراطية والشورى بتوفير كل الضمانات والحريات للمواطن من أجل حياة كريمة قوامها الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص في العمل وحق التعبير السلمي عن الرأي.

وفي الشأن الاقتصادي، حقّقت قطر خلال العقود الثلاثة الماضية طفرة كبرى في شتى المجالات وأحرزت مراكز متقدمة في كل المؤشرات بشهادة المؤسسات الدولية واحتلت مكانة مرموقة في التنافسية العالمية.

لقد ألقت التأثيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي خلال أزمة كورونا بظلالها على الاقتصاد القطري، غير ان الإجراءات وحزم التحفيز الاقتصادي التي اتخذتها الدولة أسهمت في صمود الاقتصاد القطري.

ففي الربع الثالث من هذا العام حققت الموازنة العامة فائضاً لأول مرة منذ جائحة كورونا وذلك بفضل ارتفاع الايرادات النفطية والزيادة التي شهدتها اسعار الغاز.

وفي مجال الامن الغذائي حققت قطر إنجازات كبيرة في الاكتفاء الذاتي.

وفي التنويع الاقتصادي، تم ادخال التعديلات التشريعية اللازمة لتسهيل المعاملات التجارية وتعزيز المنافسة ودعم تنافسية المنتجات الوطنية، وفي قطاع الطاقة، يأتي تغيير اسم شركة قطر للبترول الى قطر للطاقة لمواكبة التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجدّدة.

التعليم

ذكر السفير أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الانسان، وتُولي دولة قطر اهتماما خاصاً للتعليم في كل مراحله، فقد احتلت قطر المركز الأول عربياً والرابع عالمياً في مؤشر جودة التعليم الصادر عن منتدى دافوس الاقتصادي العالمي لسنة 2021. وقد ترافق هذا الاهتمام مع افتتاح فروع لكبريات الجامعات العالمية ذات السمعة الطيبة والمكانة الرفيعة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، لتكون رافداً لسوق العمل بالكفاءات التي لا تقل في المستوى عن أفضل الكفاءات العالمية بالإضافة لاستجواب الخبرات الدولية ليستفيد منها أبناء الوطن لقيادة مسيرة المستقبل.

وأود الاشارة هنا الى الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في هذا الاطار والتي ظلت تقدم خدماتها للقطريين من خلال دعم وتفعيل برامج التعليم والعلوم والبحوث وتنمية المجتمع.

الصحة

أشار آل محمود إلى أن القطاع الصحي في قطر شهد خلال السنوات الأخيرة نهضة كبيرة وقفزات نوعية على أكثر من صعيد، وذلك إنفاذاً لاستراتيجية الصحة الوطنية في رؤية قطر الوطنية 2030، حيث باتت قطر تُصنف عالمياً ضمن البلدان المتقدمة في توفير رعاية صحية متكاملة تضاهي أفضل الأنظمة الصحية في العالم.

وتمكنت قطر من وضع نظام شامل للرعاية الصحية يقدم خدماته وفقا لأعلى مستويات الجودة والمعايير العالمية من خلال مؤسسات صحية عامة وخاصة تنتهج سياسة صحية وطنية تراقب الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والفنية، بالإضافة الى بناء كوادر وطنية قادرة على تقديم أفضل الخدمات الصحية.

الرياضة

أوضح السفير القطري في الكويت أن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، افتتح في الثلاثين من نوفمبر الماضي، الدورة العاشرة لبطولة «كأس العرب قطر 2021» بعد تسع سنوات من التوقف وللمرة الاولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، في حفل بهيج أبهر العالم من حيث التنظيم والإمكانيات وفي نهايات ستكون بمثابة بروفة مصغرة لبطولة كأس العالم التي ستستضيفها قطر في نهاية 2022 للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي.

وان بلادنا اذ تستشرف اقتراب استضافة بطولة كأس العالم «قطر 2022» في نهاية العام المقبل، فانها على وشك استكمال التحضيرات اللازمة لهذا الحدث الكبير من حيث منشآت البنية التحتية وغيرها من الاستعدادات الاخرى المطلوبة، كما تم إنجاز العديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية المصاحبة، وكما قال سمو الأمير المفدى أمام مجلس الشورى: «إن هذه البطولة هي مناسبة كبرى ليس لتعزيز مكانة الدولة عالميا وتعزيز التواصل والتعاون بين الشعوب وإظهار طاقات قطر التنظيمية وبنياتها التحتية المتطورة فحسب، بل أيضاً لإظهار انفتاح الشعب القطري المضياف وتسامحه، وإظهار الوجه الحقيقي الناصع لشعوب الخليج والعرب عموماً».