مع قرب نهاية السنة، ودخول سنة جديدة، يجب أن نقيّم أهداف هذه السنة لنستخلص منها الدروس والعبر، ولكن لا يمكن أن نخطط ونضع أهدافاً ونحن نعيش في جو متوتر تكثر فيه السلبية، لذلك الحياة رحلة جميلة وجدت لنسعد ونسعد الآخرين من حولنا، وصناعة الفرح صناعة حالها حال أي صناعة، وهي سهلة غير مكلفة على النفس، وقد تكون بأبسط الأمور والأدوات، أما الحقد والحسد والكره فهي أمور مكلفة جداً على النفس، لأنها تشل التفكير وتعمي البصر والبصيرة.
وتذكر بأنك لن تسعد ما لم تتخلص من الحقد والحسد على الآخرين، حاول أن تتسامح وتفتح صفحة جديدة، ولماذا تكره الناجحين وتهاجمهم؟، ولكن الأفضل أن تنافس نفسك وتصبح أكثر نجاحاً وهذا هو الطموح المشروع، وكما يقول ستيفن كوفي: «بدلاً من أن تبادر بالهجوم على الشخص الناجح، بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منه»، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح.
في هذه الحياة أكثرنا مرونة هو الأقدر على النجاح وتحقيق الأهداف، والناجح هو الذي يفكر في الحلول وليس المشاكل، وتكثر لديه البدائل ويضع أكثر من سيناريو للخطة.
ونحن البشر عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس، وأكبر معاركنا هي التي تدور في نفوسنا، لأن مشكلة الآلام النفسية أنها لاتُرى بالعين ولكن أثرها كبير على الإنسان، وقليل من الناس من يستطيع التعامل بإيجابية مع أحداث الحياة اليومية لأننا لم نتعلم كيف نعيش حياة سوية ونعبر عن مشاعرنا بكل أريحية، وهو ما يشكل ضغطاً نفسياً رهيباً وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الأمراض لا قدرالله.
ومن يسبر أغوار وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، يجدها مليئة بالتفاؤل في أشد المواقف والظروف حتى في تسمية المواليد والأسماء ما يبعث على التفاؤل، لأن الجوارح تعمل والقلوب تتوكل على الله عز وجل، وأنت مخير في حياتك بين التفاؤل والتشاؤم والأمل واليأس.
إذا أحسست بالتشاؤم والضيق حاول أن تنجز بعض الأعمال. لا تستسلم للأوهام والمخيلات. حاول أن تعيش في كل لحظة على أنها أجمل لحظة في الحياة وبكل جد وعمل «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».
وأنت تخطط للسنة الجديدة كن إيجابياً في حياتك وعليك أن تؤمن بقدراتك، ولا تبرر الفشل والذي لا يعمل سهل عليه أن يبرر، والناجح في سوق الأعذار لن تجده ينجح في سوق أخرى، والإنسان المتفرج على الأحداث بلا عمل يؤمن أن هناك مؤامرة تحدث حوله تستهدفه...
والإنسان المتصالح مع نفسه لا يدخل في جدالات عقيمة لا تسمن ولاتغني من جوع، لا تجد أقواله عكس أفعاله، ولا يعتمد على المحسوبية كمطية للوصول إلى أهدافه أو المناصب، تجده مركزاً وغير مشتت، يتعامل بأخلاق راقية أينما تواجد في البيت أو العمل.
وإذا كان قلبك سليماً فستجد في الحياة أناساً على العكس من ذلك، وإياك أن تغرك الأسماء أو الأشكال، ولكن مهما حدث من أحداث غير متوقعة حافظ على هدوئك وكن سليم الصدر، عندها ستشعر كم للحياة من معنى كبير، لأن الهدوء يساعدك على حل المشاكل أكثر ويحافظ على سلامك الداخلي واستقرارك النفسي... وتذكر بأن الحياة رحلة جميلة وجدت لنسعد بها لا أن نشقى، وقال تعالى:«وأن ليس للإنسان إلا ما سعى».