اعتبرت الرئيسة والمديرة التنفيذية للمجلس العالمي للسياحة والسفر جوليا سيمبسون أن إجراءات تقييد السفر أو إغلاق الحدود «غير مجدية» في التصدي لجائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19)، داعية إلى التركيز على شهادات التطعيم الرقمية والحلول الإلكترونية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها سيمبسون في افتتاح الجلسة الموضوعية في الدورة الـ 24 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التي تنعقد في العاصمة مدريد بحضور أكثر من 500 مندوب من جميع أنحاء العالم بينهم وزراء السياحة من عدد من الدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية والمنظمات الدولية.
ودعت سيمبسون الحكومات إلى إعادة النظر في قرار إغلاق حدودها، مشيرة إلى أن الفيروس لا يعرف الحدود وأن فوائد الانغلاق والانعزال «ضئيلة جدا» مقارنة «بالأذى الكبير» الذي يتسببان فيه على جميع الصعد.
وقالت إنه «بدلا من إغلاق الحدود وخنق السياحة وتدمير الوظائف والأعمال يجب التوجه نحو إجراءات التباعد الاجتماعي والاختبارات السريعة والكمامات مع التركيز بشكل خاص على الحلول الرقمية مثل شهادات التطعيم الرقمية وبطاقات الصحة الذكية والابتعاد عن الوسائل الورقية لتسهيل تنقل المسافرين للبلدان التي يعتزمون السفر إليها».
وأشادت بالنجاح «الكبير» للوسائل الرقمية التي تستخدم في إبراز شهادات التطعيم وغيرها في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة.
وفي سياق متصل شددت سيمبسون على أهمية التعاون بين الدول «أكثر من أي وقت مضى» لتنشيط السياحة التي كانت تمثل 10.4في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الدولي قبل الجائحة وكانت توافر فرصة عمل واحدة من كل أربع فرص في العقد الماضي حول العالم.
من جانبه ألقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كلمة شدد فيها على تجنب إيقاف أجندة الانتعاش الاقتصادي أو إبطاء وتيرتها، مؤكدا أهمية استغلال اللحظة لإعادة تنشيط السياحة ودعم انتقالها نحو نموذج جديد «أكثر أمنا واستدامة»، داعيا إلى توسيع نطاق شهادات التطعيم الرقمية.
كما دعا سانشيز المجتمع الدولي إلى المراهنة على «التلقيح الجماعي» لاستعادة حرية التنقل وتنشيط السياحة، مبينا أن المحاولات الوطنية في هذا الإطار «غير كافية» وان اللقاحات يجب أن تصل إلى جميع بلدان العالم، مشددا على ضرورة تسهيل تصنيع وتوزيع اللقاحات.
وفي هذا السياق قال إن إسبانيا حققت «نجاحا كبيرا» في هذا المجال مع حصول 90 في المئة من السكان فوق عمر 12 سنة على اللقاح، كما شدد على الطابع «التضامني» لإسبانيا التي التزمت بالتبرع بـ 30 مليون جرعة هذا العام وصولا إلى 50 مليون جرعة من اللقاحات بانتهاء الربع الأول من العام المقبل.
واعتبر سانشيز ان الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية المنعقدة في (مدريد) هي المسرح «المثالي» لمناقشة أربع قضايا أولها التحرك الآمن عبر وضع أنظمة رقيمة للتنقل ترتكز على شهادات التلقيح الرقمية بصفتها وسيلة آمنة وناجحة توظفها أكثر من 49 دولة منها 22 دولة خارج حدود الاتحاد الأوروبي.
وشدد في المركز الثاني على أهمية التلقيح الجماعي فيما تجسدت النقطة الثالثة في التركيز على تعدد الثقافات والابتعاد عن الانعزال شاكرا في هذا السياق منظمة السياحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة «لجهودها» الكبيرة خلال الأزمة الصحية.
أما النقطة الرابعة التي ركز عليها سانشيز فهي المراهنة على السياحة المستدامة والتقدم في نظام سياحي يحمي البيئة والتراث التاريخي والمساواة بين الرجال والنساء وتمكين المرأة. وانطلقت أعمال الجمعية العامة لمنظمة السياحة الدولية بشكل رسمي أمس الأربعاء مع التركيز بشكل رئيس على إيجاد حلول لإعادة تنشيط السياحة العالمية بعد الجائحة واستعادة الثقة بالسفر مرة أخرى.