قتل أكثر من 10 سودانيين معارضين للانقلاب، بـ «رصاص حي» أطلقته قوات الأمن، بحسب أطباء مؤيدين للحكم المدني، أثناء تظاهرات جديدة شارك فيها الآلاف للمطالبة بإنهاء «حكم العسكر»، تحت شعار «مليونية 17 نوفمبر»، بينما طالبت الولايات المتحدة، إسرائيل، بالتدخل والضغط لحل الأزمة.
وذكرت اللجنة على صفحتها على «فيسبوك»، ان أكثر من 10 متظاهرين قتلوا خلال «قمع» التظاهرات في منطقة بحري (شمال شرقي الخرطوم) وأم درمان، موضحة أن بعضهم «أصيب بالرأس والعنق».
وأكدت «سقوط عشرات الجرحى بالرصاص الحي، بعضهم في حالات حرجة»، بينما تعلن السلطات ان قوات الأمن لا تستخدم الرصاص الحي.
وقال شهود لـ «فرانس برس»، إن قوات الأمن أطلقت كذلك قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم وفي منطقة بحري، التي قطعت عنها كل خدمات الاتصالات الهاتفية كما قطع عنها الانترنت منذ 24 ساعة.
واعتاد السودانيون منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي، على أن يتبادلوا المعلومات والدعوات الى التظاهر عبر الرسائل النصية القصيرة بدلاً من وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انقطاع خدمة الانترنت لفترات طويلة، لكن منذ بضع ظهر أمس، لم يعد بوسعهم حتى الوصول الى أي شبكة من شبكات الهواتف.
ومنذ الصباح، انتشرت قوات شرطة وجيش بكثافة في العاصمة السودانية وكانوا مسلحين ببنادق آليه وأغلقوا الطرق المؤدية الى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة والى قصر الرئاسة ومقر الحكومة.
وبدأ الالاف في التدفق بعد الظهر في أحياء عدة في الخرطوم وهم يهتفون «لا لحكم العسكر»، «السلطة سلطة الشعب» و«الشعب يريد المدنيين».
وحمل المحتجون صور «شهداء» سقطوا خلال الاحتجاجات ضد الانقلاب (أكثر من 34)، وكذلك صور 250 شخصاً قتلوا أثناء التظاهرات التي استمرت خمسة أشهر وأدت الى اسقاط الرئيس السابق عمر حسن البشير في أبريل 2019.
كما شهدت مدينة بورتسودان في الشرق، على البحر الأحمر، خروج تظاهرات عدة.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في نيروبي، في مستهل جولة افريقية، أمس، أن السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومساعداته مجددا في حال إعادة «الشرعية» للحكومة التي تمت الإطاحة بها اثر الانقلاب العسكري.
وعلقت الولايات المتحدة مساعدات قيمتها 700 مليون دولار عقب الانقلاب.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الافريقية مولي، قامت خلال الأيام الأخيرة بجولات مكوكية بين المدنيين، ومن بينهم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي أقاله الجيش ووضعه قيد الإقامة الجبرية، وبين العسكريين في محاولة للتوصل الى تسوية تتيح العودة الى المرحلة الانتقالية المفترض أن تقود الى سلطة منتخبة ديموقراطياً في العام 2023.
وفي القدس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، ان مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد التقت مساء الثلاثاء وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وطلبت منه تدخل تل أبيب «لتشكيل حكومة في السودان وإنهاء الانقلاب العسكري».
وسبق أن نقل بلينكن رسالة مماثلة في محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين.