اعتبر تقييم سنوي للجيش الإسرائيلي، أن وضع الأمن القومي في العام الماضي، «تحسن بشكل معتدل»، على أساس أن احتمال المبادرة إلى حرب ضد إسرائيل «ما زال منخفضاً ومثلما كان في السنتين السابقتين، وأيضاً لأن قابلية اشتعال جبهة (أي تصعيد مفاجئ وغير متوقع) التي كانت مرتفعة جداً في الأعوام الأخيرة، تراجعت قليلا في الجبهة الشمالية»، حسب ما أورد موقع «واينت» الإلكتروني.
وبحسب تقييم الجيش، الذي نشر أمس، فإن «قابلية اشتعال الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية ما زال مرتفعاً، بينما احتمال اشتعال مفاجئ للوضع مقابل لبنان، سورية أو العراق بسبب حادث يتطور إلى تصعيد، انخفض في العام الجاري، ويرجح أن يبقى منخفضاً خلال السنة القريبة أيضاً».
وينسب الجيش «التحسن المعتدل» في وضع الأمن القومي إلى أربعة عوامل:
1 - «تباطؤ ملحوظ في تطور التهديدات في الجبهة الشمالية.
جرى لجم التموضع العسكري الإيراني في سورية، خصوصاً قرب الحدود مع إسرائيل؛ إبطاء تزايد تسلح حزب الله والميليشيات الموالية لإيران بأسلحة إستراتيجية نوعية دقيقة - صواريخ وطائرات مسيرة من الأنواع كافة - وجرى تشويش تزويد بطاريات دفاع جوي من صنع إيران، التي تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة، وذلك كنتيجة مباشرة من المعركة بين حربين»، أي الغارات المتكررة في سورية.
2 - «قابلية اشتعال الوضع في الجبهة الشمالية انخفضت بسبب القوى الموازية في سورية، إثر أفول الحرب الأهلية فيها... وسبب آخر لانخفاض قابلية اشتعال الوضع، أن حزب الله متورط سياسياً وجماهيرياً، ويعتبر مسؤولاً، جزئيا على الأقل، في الأزمة اللبنانية.
وتقديرات الجيش أنه خلال هذه الفترة انخفض استعداد (الأمين العام للحزب الله حسن) نصرالله لمواجهة مدمرة مع إسرائيل».
3- «المصادقة على ميزانية الدولة التي تسمح للجيش بتسريع خطة رئيس هيئة الأركان العامة متعددة السنوات (تنوفا). وتسمح المصادقة على الميزانية بتحسين خطة الجيش الحالية لهجوم إحباطي في إيران إذا قررت الانطلاق قريبا نحو سلاح نووي.
كما تسمح بالتخطيط والتدريب على مخططات عسكرية أخرى، مستقبلية، من أجل إحباط السلاح النووي في إيران.
وتشير تقديرات الجيش إلى أن هجوما إسرائيليا في«الدائرة الثالثة»، أي إيران أو العراق، سيؤدي إلى مواجهة مسلحة في«الجبهة الشمالية»، وربما في غزة وداخل إسرائيل أيضاً.
وليس مؤكدا أيضاً أن ضربة ضد إيران ستنهي المهمة.
ولذلك، فإنه بما يتعلق بإحباط انطلاق إيراني إلى سلاح نووي، يخطط الجيش لمعركة متواصلة، تشمل عمليات برية وفي العمق. وفي أي خطة، لن يتم ذلك بضربة واحدة قاسمة.
4 -«التعاون الاستخباراتي والأمني الآخذ بالتوثق والتعاظم بين إسرائيل ودول المنطقة.
والمناورات الجوية الدولية، مع إسرائيل، مؤشرات تستحق الذكر في هذا السياق. وهذا عامل يأخذه الجيش بالحسبان في تقديراته».
في سياق متصل، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، عن مذكرة تفاهم أمني «مميز» مع المغرب، هي الأولى من نوعها مع دولة عربية.
وأفاد بيان رسمي، امس،«سيتم التوقيع على الاتفاق الأسبوع المقبل من قبل وزير الدفاع بيني غانتس لدى زيارته للرباط. وسيقرر الاتفاق إطار العلاقات الامنية بين الدولتين بما في ذلك العلاقات بين الجيشين... التنسيق بين الاسلحة، الاستخبارات، المشتريات الامنية، ولاحقاً يدور الحديث عن تدريبات مشتركة».
وتابع البيان أن غانتس سيجتمع مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، ومندوبين آخرين من جهاز الامن المغربي بكل أركانه، مشيراً الى ان الرباط، التي لم توقع معاهدة سلام بعد مع إسرائيل، «معنية بعلاقة أمنية وعسكرية متقدمة عن مصر والأردن».
وأكدت الوزارة، ان «العلاقات مع المغرب مختلفة قليلاً عن غيرها».
من ناحية ثانية، التقى رئيس جهاز«الشاباك» رونين بار، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في رام الله، الثلاثاء، حسب ما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس.
وأفاد الموقع الإلكتروني للصحيفة، بأن الحديث يدور عن أول لقاء بينهما منذ تولي بار منصبه الجديد في أكتوبر الماضي.
وذكرت القناة 12، أنه تم وصف اللقاء بأنه «اجتماع تعارف»، حيث ناقش عباس وبار عدداً من القضايا، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الصعب للسلطة، والتنسيق الأمني بينهما.