دانت واشنطن ولندن بشدّة «التصرّف الخطر» الذي أقدمت عليه موسكو الاثنين باختبارها صاروخاً مضاداً للأقمار الاصطناعية.
وأحيت هذه التجربة المخاوف من تحوّل الفضاء إلى ساحة حرب بين القوى العظمى.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إنّه يوم الإثنين«أجرت روسيا بشكل غير مسؤول اختباراً تدميرياً على صاروخ مضادّ للأقمار الصناعية استهدفت خلاله أحد أقمارها الصناعية».
وأضاف أنّ هذه التجربة الصاروخية «خلّفت حتى الآن أكثر من 1500 قطعة من الحطام المداري المُمكن تتبّعه، وستخلّف على الأرجح مئات آلاف القطع من الحطام المداري الأصغر حجماً».
بدورها أصدرت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بياناً قالت فيه إنّ محطة الفضاء الدولية «تمرّ كل 90 دقيقة عبر سحابة (من الحطام) أو بالقرب منها».
وصباح الاثنين اضطرّ روّاد الفضاء السبعة الموجودون على متن محطة الفضاء الدولية، وهم أربعة أميركيين وألماني وروسيان، للالتجاء إلى سفنهم الملتحمة بالمحطّة استعداداً لإخلاء طارئ محتمل. وأوضحت «ناسا» في بيانها أنّ لجوء الرواد إلى مركباتهم الفضائية حدث تحديداً خلال المرور الثاني والثالث لمحطة الفضائية الدولية بهذه السحابة.
ووفقاً لموقع «سبايس فلايت ناو» المتخصّص بأخبار الفضاء فإنّ الرواد السبعة عادوا جميعاً ظهر الإثنين إلى داخل محطة الفضاء الدولية لكنّهم أبقوا، في إجراء احترازي، البوابات الفاصلة بين عدد من وحداتها مغلقة.
وفي بيانه حذّر بلينكن من أنّ «قطع الحطام الناجمة عن هذا الاختبار الخطِر وغير المسؤول ستهدّد الآن ولعقود مقبلة الأقمار الاصطناعية وأجساماً فضائية أخرى حيوية لأمن دول أخرى واقتصادها ومصالحها العلمية».
وأضاف أنّ هذه التجربة «ستزيد بشكل كبير من المخاطر التي يتعرّض لها رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية»، مؤكّداً أنّ الولايات المتّحدة «ستعمل مع حلفائها وشركائها في مسعى للردّ على هذا العمل غير المسؤول».
وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا جيمس كليفيرلي إن «الاختبار قد تسبب في حطام خطير يمكن أن يضر بالأنظمة الفضائية التي نعتمد عليها».
ودعا كليفيرلي روسيا الى التصرف بمسؤولية وانهاء التجارب المدمرة للصواريخ المضادة للاقمار الاصطناعية.