حوت «بلاستيكي» عملاق للتوعية بمخاطر تلوث البحر في الكاميرون

15 نوفمبر 2021 04:31 ص

في مسعى للتوعية على مشكلة نفايات البلاستيك وتلوث الأوساط البحرية، جمعت منظمة غير حكومية في الكاميرون عبوات مرمية في مياه مدينة كريبي الساحلية جنوب البلاد وصنعت منها حوتا بلاستيكيا بطول 12 مترا.

من المستحيل التقدم خطوة واحدة من دون الوقوع على قارورة بلاستيكية على شاطئ نغويي، الأكثر استقطابا للسياح الذين يتوافدون إليه في نهاية كل أسبوع.

ويمشي حوالى عشرين شابا متطوعا، من داخل الكاميرون وخارجها، على طول الساحل لمسافة كيلومترين تقريبا، لتخليص هذا الشاطئ الرملي من مخلفات عبوات المشروبات الغازية وزجاجات المياه.

,تُستخدم القوارير البلاستيكية التي تم جمعها على هذا الشاطئ من المحيط الأطلسي لصنع مجسم حوت عملاق، ضمن مبادرة لمنظمة غير حكومية للحفاظ على البيئة البحرية في إفريقيا تحمل اسم «منظمة الحفاظ على الثدييات البحرية الإفريقية» (أمكو).

ويوضح منسق المنظمة القائمة على المبادرة إيدي ننانغا «يجب ألا تلوث هذه القوارير البلاستيكية البيئة، بل يجب إعطاء قيمة لها خصوصا من خلال استخدامها لصنع أعمال فنية».

وعلى الشاطئ، يجمع عامل لحام الحديد لتشكيل هيكل حوت يبلغ طوله 12 مترا. وينضم إليه الكثير من المتطوعين ليغطوا تدريجا هذا التمثال بقوارير بلاستيكية.

وبحسب ننانغا، تطلب إنجاز هذا العمل الاستعانة بألفي قارورة احتاج المتطوعون إلى أكثر من خمس ساعات لجمعها.

وقال ننانغا «إنه عمل فني لجعل الناس والصيادين والمجتمعات يفهمون أن هناك حيتان في الكاميرون، في كريبي، وأن كل شيء يجب القيام به لحمايتها لأنها تضطلع بدور هام في المحيطات».

تلوث «هائل»

وتنتج الكاميرون، وهي دولة في وسط إفريقيا يبلغ عدد سكانها نحو 27 مليون نسمة، نحو 6 ملايين طن من النفايات كل عام، بما يشمل 600 ألف طن من البلاستيك.

ويتم إعادة تدوير 20 في المئة فقط من هذه النفايات التي ينتهي جزء منها في البحر.

وينكب راوول توكام على إنجاز المهمة، هذا المعلّم الباحث في جامعة بامندا في منطقة شمال الكاميرون الغربي الناطقة بالإنكليزية، يمسك قارورة بلاستيكية قبل رميها في كيس.

وخلال وجوده في كريبي لحضور مؤتمر حول التلوث البحري، شارك توكام في هذه العملية لأن «التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية هائل».

ويوضح «نحاول أيضا توعية السكان لإخبارهم بأن هذه النفايات تشكل تهديدا للبحر، لا سيما على مستوى إنتاج الأسماك الآخذ في الانخفاض».