عاد وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي والوفد الأمني المرافق له إلى البلاد، اليوم الأحد، قادما من البحرين، وذلك بعد مشاركته في الاجتماع الثامن والثلاثين لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد بحث العلي مع إخوانه الوزراء آخر المستجدات الأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية والتعاون الأمني الخليجي.
وأكد العلي موقف الكويت الراسخ والثابت ووقوفها إلى جانب أشقائها في دول مجلس التعاون ودعمها الكامل في مواجهة أي أخطار اقليمية تهدد أمن المنطقة. وكان في استقباله على أرض مطار الكويت الدولي صلاح المالكي، سفير مملكة البحرين لدى الكويت ووكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ فيصل النواف وعدد من القيادات الأمنية بوزارة الداخلية.
وفي سياق الاجتماع، شدد العلي على الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية في جميع ما تتخذه من إجراءات لحماية مواطنيها وأراضيها انطلاقا من «أن أمن دول الخليج كل لا يتجزأ».
وقال إن الاعتداءات المتكررة على المنشآت البترولية والحيوية في السعودية والتي تستهدف إمدادات الطاقة إلى العالم أجمع تجعل من التمرين التعبوي المشترك ضرورة لما يتضمنه من فرضيات وتمارين تحاكي التهديدات على تلك المنشآت.
واعرب عن شكره وتقديره لمملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى احتضانها أعمال هذا الاجتماع الذي يوافق مرور 40 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي كان شاهدا خلالها على مسيرة التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ودعا المولى عز وجل ان «يكلل جهودنا بالتوفيق والسداد والخروج بقرارات تحقق ما تصبو إليه شعوبنا».
وهنأ دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح فعاليات معرض (اكسبو دبي 2020 ) والذي شهد حضورا عالميا متميزا متمنيا لها مزيدا من التقدم والازدهار.
وقال ان هذا الاجتماع جاء في اطار لقاءاتنا الدورية والمتجددة لمناقشة ما ورد في جدول الأعمال وتدارس الأوضاع الأمنية والتحديات التي تواجه دولنا في ظل التطورات الإقليمية المتلاحقة.
واضاف «لقد قطعنا شوطا كبيرا في طريق التعاون المشترك وتبادل الخبرات وحققنا نجاحات كبيرة كان لها أبلغ الأثر على أجهزتنا الأمنية كافة وهو ما يدعونا الى تعزيز اطر التعاون كي تتصدى بكل قوة للمخاطر والتحديات التي تواجهنا معتمدين على ما يجمعنا من قواسم مشتركة ووحدة مصير».
وأوضح الشيخ ثامر العلي ان «امامنا تحديات كثيرة لا بد من مواجهتها بكل يقظة وان نكون في الموعد المناسب للتصدي لها وتأتي في مقدمتها مواجهة الإرهاب لما يحمله من فكر ضال خاصة وقد اتخذت الجماعات الارهابية من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع والتطبيقات الترفيهية وسيلة لتجنيد النشء والتأثير عليهم ايدولوجيا لاستقطابهم ضمن صفوفهم واعتناق «أفكارهم المتطرفة» مما ضاعف من قدرتها على التوسع».
واشار الى ان زيادة الاعتماد الرقمي وتنامي المساعي لبناء مجتمع يرتكز على المعلومات صاحبتهما زيادة في الجرائم السيبرانية وهو ما يدعو إلى تضافر الجهود لتحقيق الأمن السيبراني وخلق بيئة فضائية آمنة باعتبارها عماد التنمية في الوقت الحالي.
وقال «لا يمكننا التهاون مع آفة المخدرات مؤكدا الاستمرار في مواجهة الهجمة الشرسة لمروجي وتجار تلك السموم التي تستهدف مقدراتنا وشبابنا وضرورة التصدي للأساليب المستحدثة في تصنيعها وتهريبها وتبادل المعلومات في هذا الشأن وكذلك مكافحة غسل وتهريب الأموال وتزييف العملات الخليجية».
وافاد بأن هذه التحديات تجعل التكامل الأمني بيننا أمرا واجبا وصولا إلى المفهوم الأمني الشامل لدول مجلس التعاون للتصدي لتلك الجرائم المنظمة والعابرة للحدود.
وذكر ان جائحة ( كورونا ) فرضت على اجهزتنا الأمنية تحديات ومهام جديدة تم التصدي لها بكل اقتدار حيث تحملت العبء الأكبر في تنفيذ قرارات السلطات الصحية سواء كانت حظرا جزئيا أو كليا أو العزل المناطقي أو تأمين أماكن ايواء العمالة المخالفة لقوانين الإقامة.
واضاف ان «أجهزة الأمن كانت عاملا أساسيا في نجاح خطة مكافحة الوباء حتى اوشكنا على الخروج من هذه الجائحة وهذا الظرف يحتم علينا تبادل الخبرات ووضع الاستراتيجيات للتعامل مع الأحداث الطارئة.
واعرب عن التعازي لسلطنة عمان الشقيقة في وفاة بعض المواطنين من جراء الإعصار الأخير ( شاهين ) مشيدا بجهود عمان في مواجهةآثاره.
واكد الوقوف إلى جانب عمان لتجاوز هذه الظروف وهو ما يبرز دور أجهزة الدفاع المدني بدول المجلس في الوقوف جنبا إلى جنب في مثل تلك الأحوال.
واعرب عن الشكر والتقدير لوزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله وجميع قيادات الوزارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وجهودهم المخلصة من أجل إنجاح هذا الاجتماع كما نقدر لوكلاء وزارات الداخلية بدول المجلس والوفود المرافقة عملهم المتميز في سبيل التحضير لاجتماعنا هذا.
كما اعرب عن الشكر للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف وجميع العاملين بالأمانة العامة لما يبذلونه من جهد صادق في تنظيم اجتماعاتنا ومتابعة ما يصدر عنها من قرارات داعيا المولى عز وجل أن يوفقنا في تحقيق الأمن والأمان لشعوبنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.