أشار تقرير المركز المالي الكويتي (المركز) إلى وجود مؤشراتٍ إيجابية على التعافي المستمر لقطاع العقارات في الإمارات.
وأوضح التقرير الذي جاء تحت عنوان «آفاق العقارات الإماراتية للنصف الأول من عام 2021»، أن المعاملات العقارية في الدولة شهدت ارتفاعاً كبيراً في النصف الأول من 2021، مدفوعة بعوامل عدة منها تسارع معدلات التطعيم وإعادة فتح الاقتصادات والعوائد الجاذبة، إذ سيسهم ذلك أيضاً في رفع الأسعار.
وأشار التقرير إلى التوقعات بأن تؤدي آفاق الاقتصاد الكلي الواعدة إلى تحفيز انتعاش قطاع العقارات المحلي، مدعومة بارتفاع أسعار النفط، ومعدل التطعيم المرتفع بين سكانها، إلى جانب الأحداث العالمية التي تحتضنها البلاد حالياً، مثل إكسبو 2020 دبي، حيث يمر التعافي الاقتصادي للبلاد من تداعيات الجائحة في مسارٍ تصاعديٍ منذ الربع الثالث من العام 2020، في حين نجحت الحكومة في تعزيز مرونة الاقتصاد عبر تقليص العجز وزيادة نمو الإنفاق، ورفع معدل التوظيف.
وسلط التقرير الضوء على السياسات الحكومية الجاذبة للمستثمرين، والتي تم تعديلها والاستفادة منها للتخفيف من تأثيرات الجائحة العالمية، ومن أهمها برنامج التأشيرة الذهبية الذي يمتد لعشر سنوات، والملكية الأجنبية للشركات التجارية بنسبة 100 في المئة، فضلاً عن الإصلاحات الجديدة في سياسات الإقراض العقاري، والجهود المبذولة لتقييد المعروض الجديد من العقارات، حيث أثرت كل هذه العوامل إيجاباً على قطاع العقارات، وكذلك على البيئة الاستثمارية في الدولة.
وأضاف أنه وعلاوة على ذلك، لا يزال إجمالي عائدات الإيجارات السكنية في الإمارات مرتفعاً نسبياً (ما يقرب من 6 في المئة) عند مقارنته عالمياً، كما شهدت الإمارات أعلى معدل نمو سكاني في منطقة الخليج، متوقعاً أن يسهم ذلك، إلى جانب الخطط طويلة الأجل للتنمية الحضرية والمستدامة في إطار خطة دبي الحضرية 2040، في تحفيز المستثمرين المتطلعين للحصول على مصدر دخلٍ مستقر.
وذكر التقرير أنه وفي خطوةٍ إيجابيةٍ أخرى، عمدت الحكومة لرفع حدود الإقراض العقاري بنسبة 5 في المئة خلال شهر مارس 2020، كما ألغت أبوظبي رسوم نقل الملكية والرهن العقاري لتعزيز برامج التمويل، وتسهيل المعاملات العقارية، كما أطلقت الدولة أيضاً مبادرات أخرى في هذا المجال تضمنت إنشاء لجنة عليا للعقارات مهمتها تحقيق التوازن بين العرض والطلب العقاري، مع مراعاة احتمال تباطؤ سوق العقارات بشكل كبير بالتزامن مع زيادة المعروض، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف المشاريع، وحدوث تخمةٍ في المعروض، وانعدام الثقة في القطاع.
ولفت التقرير إلى أن مؤسسة التنظيم العقاري في دبي أصدرت قانوناً جديداً يجبر المطورين على إيداع 50 في المئة من تكلفة بناء المشروع مقدماً مقارنة بنسبة 20 في المئة سابقاً، وذلك في مسعى لكبح زيادة المعروض العقاري مستقبلاً.
وأضاف أن حكومة الإمارات كانت قد أعلنت عن إتاحة الملكية الأجنبية الكاملة للشركات دون الحاجة إلى مساهمٍ أو كفيلٍ إماراتي، وذلك ضمن جهودها الرامية لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية في الدولة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحرير بيئة الأعمال، وأن تلعب دوراً رئيسياً في جذب الاستثمارات إلى البلاد.
وتابع أنه وفي مبادرة رائدة أخرى على مستوى المنطقة، أطلقت الإمارات برنامج التأشيرة الذهبية الذي يتيح الإقامة لمدة 10 سنوات للمستثمرين والمهنيين والطلاب، أما الطلاب الأجانب، فيمكنهم كفالة عائلاتهم بموجب برنامج التأشيرة طويلة الأجل، والذي يمكن أيضاً المقيمين المتقاعدين من الاستمتاع بتأشيرة تقاعدٍ لمدة 5 سنواتٍ قابلةٍ للتجديد.