كشف وزير السياحة اللبناني، أمس الخميس، عن الشعار الجديد للحملة السياحية الشتوية في البلد الذي تجتاحه الأزمات وهو «بجنونك بحبك» وذلك بهدف تصوير هشاشة الحياة هناك كنقطة فخر.
ويعاني لبنان من انهيار مالي واقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أعمق حالات الكساد المسجلة في العصر الحديث، والذي تفاقم جراء جائحة كوفيد-19 والانفجار الهائل في ميناء بيروت الذي دمر أجزاء كبيرة من المدينة وقتل أكثر من 215 شخصا.
وقال وزير السياحة وليد نصار في مؤتمر صحافي مع وزراء كبار آخرين في بيروت، إن «الشعار الجديد لوزارة السياحة سيكون بمثابة الهوية السياحية التي من خلالها سنطل على العالم».
وأضاف نصار أن الشعار تم تطويره للبنان من شركة الإعلانات «تي.بي.دبليو.إيه» ومقرها دبي بلا مقابل.
وقال وليد كنعان، المسؤول في شركة «تي.بي.دبليو.إيه» إنه كان شبه مستحيل إيجاد سُبُل لتسويق بلد في خضم أزمات اقتصادية وسياسية عديدة، لكنه وجد الإلهام في شعب لبنان.
وأضاف كنعان وهو يكشف عن الشعار «هذا بلدنا، بلد مجنون، مجنون في حياته الليلية، مجنون في طعامه وكرمه. وبغض النظر عن حجم الجنون في الوضع بلبنان، يمكننا أن نقول (نحبك بجنونك)».
وأوضح أن الشعار الجديد، الذي كان في الأصل عبارة عن أغنية للمغنية اللبنانية فيروز صدرت قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 إلى 1990، سيعرض على طائرات شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، كما سيتم استخدامه في حملات وسائل التواصل الاجتماعي.
وتراجعت السياحة، التي كانت تاريخيا مكونا رئيسيا للاقتصاد اللبناني، بشكل كبير منذ أواخر 2019.
وبحسب وزير السياحة السابق فقد زار لبنان زهاء مليوني سائح في 2018، بينما تشير تقارير إعلامية، نقلا عن أرقام رسمية، إلى أن الأعداد تراجعت إلى بضع مئات الآلاف في 2020.
وقال ممثلو صناعة السياحة إن آلاف الموظفين في صناعة الأغذية والمشروبات والفنادق في البلاد جرى تسريحهم من الخدمة كما أغلقت مئات الفنادق والمطاعم أبوابها.
وقوبل الشعار باعتراض فوري من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
وقال ميقاتي، الذي شغل هذا المنصب ثلاث مرات، «لبنان ليس مجنونا، لكن ربما الإدارة هي التي تسبّبت بجنونه».
وردا على تصريحات ميقاتي، قال نصار لرويترز إن الشعار «جريء لأن اللبنانيين يذهبون إلى أقصى الحدود كثيرا».
وأضاف «نحن نتطرف في كل شيء. في الحب وفي الكُره وفي الوطنية. نأخذ كل شيء إلى أقصى حد».