تحسباً لحرب طاحنة مرتقبة... من الشمال

إسرائيل تضع الحجر الأساس لأضخم مدينة عسكرية... في أعماق الجنوب

4 نوفمبر 2021 10:00 م

- الكنيست تقرّ أول موازنة منذ ثلاثة أعوام

على وقع أصوات المدافع وصفارات الإنذار في تمرينات ميدانية لم تتوقف منذ مطلع العام، وضع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، الحجر الأساس، لمدينة عسكرية ضخمة جنوب بئر السبع، ما يكشف عن توجهات الخطر القادم من الشمال، (لبنان وسورية)، عبر «تهريب» المصانع الحساسة من الشمال إلى مدينة تحت الأرض، جنوباً، تحسباً لحرب «طاحنة» مرتقبة، بحسب مصدر رفيع المستوى.

بعد حظر النشر، رفعت وزارة الدفاع الإسرائيلية، ستار السرية عن حقيقة الاستعدادات والتدريبات وطبيعة المدينة العسكرية، والتي تعد من الأضخم في العالم، في النقب المحتل.

وذكرت القناة «12»، أن حجم المدينة العسكرية العملاقة، يوازي حجم منطقة غوش دان، والتي تضم تل أبيب وضواحيها، وذلك بمساحة تصل إلى 52 ألف دونم.

وسيقام في المدينة الجديدة، مصنع لشركة «إلبيت» للصناعات العسكرية، والذي سيُشغل عشرات آلاف الخبراء والمهندسين والعمال. كما سيتم تشييد 152 مبنى، ومركزا تكنولوجيا، ضمن المصنع، والذي سيُعنى بالأنظمة العسكرية المختلفة وصناعة الصواريخ.

وأفادت القناة بأنه سيتم إقامة جدار حماية حول المصنع، بما يشبه الجدار المحيط بمفاعل ديمونا النووي. وسيضم 62 نفقاً سرياً تحت الأرض.

وأضافت أن المصنع سيضم خط إنتاج ضخم للوسائل القتالية، وسيحتوي على 4 مراكز تصنيع تحت الأرض، وذلك في ضوء تهديد الصواريخ القادم من قطاع غزة، أيضاً.

من جهة أخرى، قال رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إن «صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، يجب أن تشمل في المرحلة الأولى، إفراج تل أبيب عن أسرى فلسطينيين مسنين وأسيرات وأطفال، مقابل إفراج الحركة عن جثتي الجنديين والمواطنيْن الإسرائيليين».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن كامل، أمس، «إننا نعمل ليل نهار من أجل حل قضية الأسرى»، مشيراً إلى أن مصر تسعى إلى تحقيق صفقة أكبر، تشمل عودة السلطة الفلسطينية بشكل ما إلى غزة.

وبحسب الصحافيين الإسرائيليين، اللذين تحدثا مع كامل، على هامش مؤتمر المناخ في غلاسكو الاثنين الماضي، فإن رئيس المخابرات يعلم أن «حماس» لن توافق على عودة السلطة إلى غزة، لكنه يعتقد أن خطوة رمزية في هذا الاتجاه في المرحلة الأولى «ستشكل تطوراً إيجابياً».

واعتبر أنه رغم أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة مؤلفة من أحزاب لديها آراء مختلفة، «إلا أن مصر تعتقد أنه بالإمكان العمل معها بشكل جيد»، معرباً عن رغبته في أن يستمر الاستقرار السياسي في إسرائيل.

وأضاف أن مسؤولين في المخابرات المصرية يتحدثون يومياً مع إسرائيل و«حماس» والسلطة الفلسطينية حول الوضع في غزة، مشدداً على أنه ينبغي حل الأزمة بواسطة صفقة كبيرة وشاملة، تشمل «وقف إطلاق نار طويل المدى، تسهيلات إنسانية للسكان، إعادة إعمار القطاع وحل قضية الأسرى».

ولفت كامل إلى أنه سيزور إسرائيل قبل نهاية نوفمبر الجاري. ومن المرجح أن يزور رام الله أيضاً.

في سياق منفصل (وكالات)، أقرت الكنيست، أمس، موازنة 2021، وهي الأولى التي يتم التصويت عليها منذ ثلاثة أعوام.

وكتب رئيس الحكومة نفتالي بينيت في تغريدة «اليوم (أمس) عيد في دولة اسرائيل! (...) بعد سنوات من الفوضى، شكّلنا حكومة وهزمنا (المتحورة) دلتا والآن بحمدالله، تبنينا موازنة لإسرائيل».

ويُشكل التصويت على الموازنة التي بلغت قيمتها 609 مليارات شيكل (نحو 167 مليار يورو)، أول اختبار حقيقي لتحالف بينيت، الذي ترأّس الحكومة خلفاً لبنيامين نتيناهو في يونيو الماضي.

ميدانياً، هدمت قوات إسرائيلية فجر أمس، مسجداً في بلدة دوما جنوب مدينة نابلس.