أعلنت طهران، أمس، أن قوات الحرس الثوري البحرية أحبطت قبل نحو أسبوع، محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط محمّلة بنفط إيراني، وذلك في أوج توتر بين البلدين اللذين يتبادلان باستمرار الاتهامات «باستفزازت» في مياه منطقة الخليج.
وبينما نفى مسؤول في البنتاغون، أمس، الرواية الإيرانية من دون تقديم مزيد من التفاصيل، أوضح مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس» أن طهران استولت على ناقلة نفط ترفع علم فيتنام في 24 أكتوبر الماضي ولا تزال تحتجزها.
وقال المسؤولان: «لم نعلن عن احتجاز الناقلة حتى لا نؤثر على فرص المحادثات النووية».
بدوره، أكد مسؤول أميركي لمجلة «نيوزويك» مصادرة إيران لناقلة نفط في بحر العرب، الأسبوع الماضي.
وأضاف «قواتنا راقبت مصادرة إيران لناقلة نفط في بحر العرب ولم تتدخل».
وأوضح أن 10 قوارب للحرس الثوري قامت بالقرصنة.
وفي طهران (وكالات)، أعلن الحرس الثوري والتلفزيون الرسمي، في بيان، أن «الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً معداً للتصدير ونقلت حمولتها الى ناقلة أخرى، وقادتها الى جهة مجهولة».
وأضاف «قامت بحرية الحرس الثوري بإنزال جوي على متن الناقلة وصادرتها»، مشيرا الى أن «القوات الأميركية حاولت مجددا إعاقة مسار الناقلة باستخدام مروحيات وسفينة حربية، لكنها فشلت مجددا».
وبعد الظهر، أورد الحرس تفاصيل مماثلة، وذلك في بيان نشر على موقعه الالكتروني «سباه نيوز».
الا أن البيان أشار الى أن الناقلة التي حاولت البحرية الأميركية اعتراضها مجددا كانت تلك «التي تحمل النفط المسروق»، لكنها «فشلت» بذلك.
وأوضح أن تلك الناقلة المذكورة دخلت المياه الإقليمية الإيرانية، ورست «عند الساعة الثامنة (04:30 ت غ) صباح الثالث من آبان (الموافق في 25 أكتوبر) في ميناء بندر عباس» الواقع في جنوب الجمهورية الإسلامية، والمطل على مضيق هرمز.
ولم تحدد المصادر الرسمية جنسية الناقلتين أو تفاصيل إضافية في شأنهما.
في سياق متصل، أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أمس، أن طهران لا تريد أن تدخل في مواجهة مع واشنطن، لكنها تنفذ العديد من النشاطات السيئة، وتهدد المصالح الأميركية.
واعتبر في كلمة ألقاها أمس، في منتدى آسبن الأمني، أن نشاطاتها تندرج في خانة الإرهاب، مشددا على أن القوات الأميركية جاهزة لتنفيذ ما يطلبه الرئيس جو بايدن.
إلى ذلك، بدأت قوة خاصة من مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، إجراء تدريبات عسكرية في إسرائيل، هي الأولى من نوعها، استعداداً لمواجهة محتملة مع إيران.
وأوضحت القناة 12 في تقرير، أمس، أن «تاسك فورس51»، وهي وحدة تدخّل سريع لمواجهة سيناريوهات معقدة، شرعت بتدريبات مع وحدات «كوماندوس» إسرائيلية، قبل نشرها في منطقة الخليج.
ووفقاً للتقرير، فإن الحديث يدور عن تدريبات لمواجهة سيناريوهات، يحاول فيها الإيرانيون، الاستيلاء على قنصلية أميركية أو إحدى السفن في المنطقة.
وتشمل التدريبات «مواجهة عمليات إرهابية وقتال في منطقة حضرية وتدريبات قتالية أساسية واستخدام أدوات قتالية خاصة».
وذكرت القناة أن «وحدة المارينز وصلت على متن مدمرة، ونقلت جواً إلى النقب وإيلات»، لافتة إلى أنه «رغم إجراء تدريبات مشتركة في الماضي، إلا أن هذه المرة الأولى التي تتدرب فيها هذه القوات لمواجهات سيناريوهات من هذا النوع».
وتأتي هذه التدريبات في إطار ربط إسرائيل، في سبتمبر الماضي، بالقيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم)، المسؤولة عن القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الخليج العربي.
وبعد انتهاء التدريب (لم يشر التقرير إلى تاريخ محدد)، ستنتقل قوات «المارينز» إلى الخليج «لمواجهة تصعيد محتمل مع إيران والسيناريوهات المتطرفة التي سيحاول الإيرانيون بموجبها السيطرة على سفينة أميركية أو قنصلية».
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع غانتس، أنه بحث مع نظيره الأميركي لويد أوستن، أول من أمس، «التنسيق بين الأجهزة الأمنية في العمليات الهادفة إلى منع التموضع العسكري الإيراني في المنطقة».
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه «تتواجد في المنطقة مستودعات للسلاح والذخائر تابعة للميليشيات التابعة لإيران ومقرات للفرقة الرابعة ومواقع للميليشيات، من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة».
والسبت، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في صواريخ إسرائيلية استهدفت ريف دمشق، بحسب المرصد.
من جهته، قال مصدر عسكري سوري، «نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً إحدى النقاط في ريف دمشق بمنطقة زاكية، مما أدى لوقوع بعض الخسائر المادية».