«قد يكون أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ألا يزال مهاجم ليفربول الاستثنائي يعاني من ذيول آثار التقليل من شأنه؟». بهذا السؤال، بدأ جان بانتوك مقالته في موقع «سي أان أن» التي لم يتناول فيها مكانة المصري محمد صلاح فقط، بل أيضاً ظاهرة التأخر أو التلكؤ في الإقرار بحقيقة أنه واحد من أعظم اثنين في تاريخ الدوري الممتاز (اللاعب الآخر هو النجم السابق لأرسنال، الفرنسي تييري هنري).
يلجأ الكاتب للاجابة عن السؤال الى سايمون برانديش الذي يعتبره عالم رياضة كبيراً. بلا تردد، يجيب برانديش عن السؤال بـ «أجل».
وبثقة قاطعة، يشرح، بمعطيات إحصائية، السبب الذي يجعل من صلاح اللاعب الثاني الأكثر معاناة من الأحكام الجائرة الى جانب هنري. صلاح، كما يقول برانديش، يحظى بتقدير كبير من زملائه في الدوري. أما عندما يتعلّق الأمر بموقف الصحافة منه، فإن إقرارها بموهبته كثيراً ما يأتي متبوعاً بـ«أجل... ولكن!». «لكن ماذا؟». يقول المعلقون إن صلاح أناني ولا يبذل جهداً كبيراً.
هذا التحفظ يثير حفيظة برانديش الذي يصفه المقال بـ «عالم يبني استنتاجاته على استخدام المعطيات والأرقام والبيانات». وهذه المعطيات والأرقام والبيانات تؤكد طرحه القائم على اعتبار أن صلاح لا يمكن أن يكون أنانياً إذا كان يصنع فرصاً لزملائه أكثر مما يصنعه أي لاعب آخر في الدوري. كما أنه لا يمكن أن يكون كسولاً إذا كانت الإحصائيات تبين أنه ليس فقط صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة بين اللاعبين كافة في أوروبا، بل هو أيضاً صاحب أكبر عدد من عمليات «إعادة إصلاح الكرة» أي الاستحواذ عليها من الخصم وبناء هجمة.
ورداً عن تساؤل عن سبب هذا التحامل على صلاح، يجيب برانديش بأنه لطالما كان هناك قدر ما من رهاب الأجانب في الصحافة الرياضية البريطانية، بمعنى أن اللاعب الأجنبي لا يصبح مقبولاً إلا بعدما يمضي مدة، لا يمكن تحديدها بالضبط، في انكلترا، ويسوق كمثال على ذلك تجربة كل من لاعب مانشستر يونايتد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهنري في الدوري الممتاز.