مع موافقة مجلس الوزراء على العودة الكاملة للحياة الطبيعية، وفي ظل دوام الطلبة 10 أيام في الشهر، الذي رأى عدد من التربويين «أنه رغم وضعه الاستثنائي، له انعكاسات سلبية وأعباء مرهقة على الهيئات التعليمية والإدارية والطلبة»، سلّط هؤلاء الضوء على لم شمل المدارس المتفرق إلى مجموعتين، متسائلين «هل يجتمع في نوفمبر شهر التقييم لقرار العودة الآمنة، أو ستستمر وزارة التربية بخطتها إلى نهاية الفصل الأول؟».
«الراي» تحدثت مع عدد من المعنيين بالشأن التربوي، في ما يتعلق بقدرة الوزارة على العودة الكاملة خلال شهر نوفمبر، لاسيما في ظل بعض القرارات المستجدة التي لطفت المناخ الدراسي قليلاً، ومنها فتح المقاصف المدرسية والسماح للطلبة في الخروج إلى الساحات الداخلية، فقال مدير منطقة حولي التعليمية وليد الغيث إن «العودة إلى المدارس بنظام المجموعتين كان قراراً صائباً، بعد عام ونصف العام من الانقطاع، خصوصاً أن الفصول المغلقة بسبب الإصابات محدودة جداً، حيث لم تتجاوز 4 فصول فقط في مدارس حولي، وربما لو كانت العودة كاملة لوجدنا مدارس مغلقة بأكملها».
وفضّل الغيث التأني في قرار العودة الكاملة، «لأن هناك موسم أمراض والوباء لم ينحسر بشكل كامل بعد، ونتمنى العودة الكاملة مع تطبيق التباعد، ونطلب من الإدارات المدرسية حالياً تقييم الوضع، ولو لم نبدأ بالتدرج في العودة بنظام (يوم وترك) لأصاب الناس الرعب من إغلاق المدارس».
وفي رأي مشابه، استبعد مدير منطقة العاصمة التعليمية جاسم بوحمد القدرة على «العودة الكاملة للمدارس في نوفمبر، حيث سيؤدي ذلك إلى ربكة لدى أولياء الأمور ولخبطة في الخطة الدراسية، ومن الأفضل الاستمرار بالخطة المعدة حالياً حتى نهاية الفصل الدراسي الأول».
وقال بوحمد إنه «منذ بدء الدوام المدرسي في منطقة العاصمة، لم نغلق سوى 5 فصول من أصل 2000 فصل دراسي في مدارس المنطقة، وهذه نسبة ضئيلة جداً جداً ولا تكاد تذكر. وبعد التوصيات برفع الكمام في الأماكن المفتوحة وفتح الأنشطة ستكون الأمور أكثر سهولة خلال الفترة المقبلة، لكن أفضل العودة الكاملة مطلع الفصل الدراسي الثاني من باب الاحتياط والحذر وللحفاظ على الخطة الدراسية الحالية».
بدوره، وصف مدير منطقة الفروانية التعليمية منصور الظفيري قرار العودة في شهر نوفمبر بـ«الصعب» حيث يجب الالتزام بالخطة الدراسية الحالية «يوم وترك» حتى نهاية الفصل الدراسي الأول مع إجراء بعض التعديلات عليها.
كما وصف الظفيري الوضع في المدارس بـ«المطمئن جداً» رغم الكثافات الطلابية العالية في منطقة عبدالله المبارك تحديداً التي أصبحت منطقة إيجارات وكلهم من الطلبة الكويتيين، موضحاً أن عدد الفصول المغلقة في الفروانية 4 فقط ومعظم الطلبة المخالطين لا يحضرون إلى المدرسة احترازياً من تلقاء أنفسهم، لا سيما بعد الموافقة على تدريس طلبة الفصل المغلق أونلاين.
وشدد على ضرورة استكمال الخطة الدراسية المعدة حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، لأن الاختبارات الفصلية وضعت على هذا الأساس أيضاً، داعياً إلى التأني في قرار العودة وعدم الاستعجال فيه.
من جهته، بيّن مدير منطقة مبارك الكبير التعليمية محمد عايض العجمي أن «العودة الكاملة للمدارس مرتبطة بإجراءات وزارة الصحة ورؤيتها للوضع الصحي السائد، رغم أن المعطيات الحالية تسمح بالعودة الكاملة في نوفمبر. ونحن لم نسجل سوى إصابة واحدة في مدارس مبارك الكبير، ولله الحمد، وهي ليست ذات أعراض، وأغلق فصل واحد فقط، والوضع الصحي في انحسار تام».
ورأى العجمي أن «الوضع الحالي مربك للميدان التربوي، من حيث زمن الحصة الدراسية وثقل الأعباء على الهيئات التعليمية والإدارية، لكن رغم ذلك نؤيد ما تراه وزارة الصحة سواء كانت العودة الكاملة في نوفمبر أو مطلع الفصل الدراسي الثاني».
«المعلمين»: نظام المجموعتين... مُرهق للمدرسين والإداريين
قال رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي إن «نظام المجموعتين المعمول به حالياً في المدارس، مرهق جداً للمعلمين والإداريين، وبالتأكيد له أثر على مستوى التحصيل العلمي للطالب، لكن نحن في الجمعية لسنا بمعزل عن التوجه العام للدولة، فإذا رأت أن فتح الأنشطة والعودة إلى الحياة الطبيعية في هذا التوقيت مناسباً فلا بأس في ذلك».
وأكد الهولي لـ«الراي» أن الدوام المدرسي في هذا النظام ونظام التعليم عن بعد كان استثنائياً بسبب ظروف الجائحة التي أصابت العالم، فيما قدمت الجمعية مقترح التعليم المدمج في حينها إلى الوزارة، مبيناً أن «العودة إلى الحياة الطبيعية في المدارس وغيرها شيء يتمناه الجميع، لكن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة فيه إلى السلطات الصحية».
«التعليم الخاص»: نؤيد العودة الكاملة في نوفمبر
أبدى مدير الشؤون التعليمية في الإدارة العامة للتعليم الخاص منصور المنصور، تأييده الكاملة لقرار العودة الكاملة في المدارس خلال شهر نوفمبر، لأن الإصابات محدودة جداً، والعالم فتح أبوابه حتى في الحرم المكي، مشيراً إلى أن ما يجري الآن هو تعايش كامل مع الفيروس الضعيف في جميع الدول.
وشدد المنصور لـ«الراي» على «ضرورة تعديل الخطة الدراسية من قبل قطاع البحوث التربوية والمناهج ومواءمتها مع العودة الكاملة، فهناك أطفال كانوا في الصف الأول قبل أزمة فيروس كورونا، والآن هم في صفهم الثالث، وكان الأولى تخصيص نظام المجموعتين لتعويض الفاقد التعليمي فقط، فالطلبة بحاجة إلى حصص مكثفة لتعويض الفاقد الذي تسببت به الأزمة».
نورة الغانم: العودة الخطأ ستغلق مدارس بأكملها
رأت رئيسة اتحاد المدارس الأجنبية نورة الغانم أن «قرار العودة الكاملة في المدارس يجب أن يتخذ بتأنٍ شديد، فهو ليس قراراً فردياً، ويجب التنسيق فيه بشكل جيد بين جهات الاختصاص بوزارتي التربية والصحة»، مضيفة «سهل أن نرجع إلى الحياة الطبيعية، ولكن إذا رجعنا في التوقيت الخطأ فستكون المشاكل أكبر بكثير مما نتحمله، وربما تؤدي إلى إغلاق مدارس بأكملها، وهذا ما لا نتمناه».
وقالت الغانم لـ«الراي» إن «الإجواء الآن على أبواب الشتاء، وفيه تكثر الفيروسات الموسمية النشطة، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار لأن معظم الأطفال من سن 12 عاماً فما دون غير مطعمين»،موضحة أن «الكل يتمنى العودة إلى الحياة الطبيعية، لكن يجب التأني حتى مطلع الفصل الدراسي الثاني، عندها تكون الحصانة المجتمعية أفضل والوعي أكبر ونسبة التطعيمات زادت، حتى نستطيع استقبال الطلبة بعددهم الكامل من دون خوف أو قلق».