قال وزير النفط وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس، اليوم السبت، إن هناك مشاريع مشتركة تفكر بها الكويت والسعودية مثل تجميع غاز (الميثان) في المنطقة الشرقية وكذلك تطوير المنطقة المشتركة بين البلدين لتكون منطقة نظيفة.
وأشار الوزير الفارس في تصريح للصحافيين عقب مشاركته في منتدى (مبادرة السعودية الخضراء) إلى أن هناك مبادرات وافكار مشتركة بين الكويت والسعودية مثل الحياة البحرية والكائنات فيها وأيضا التغير المناخي ونوعية التربة ومشاكل التصحر وهي امور مشتركة يمكن ان تكون مصادر للتعاون ما يجعل نجاحات المملكة تمثل استفادة للكويت.
وأكد أن مشاركته في المنتدى هي انعكاس للأهمية القصوى الذي توليها القيادة السياسية الكويتية لدور المملكة في نشاطاتها ومبادراتها معتبرا أن «مبادرة (السعودية الخضراء) فخر لنا». وفي رده على سؤال حول دعم المبادرة السعودية (الشرق الأوسط الأخضر) اذا ما طرحت على طاولة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) في (غلاسكو) باسكتلندا بين الوزير الفارس اننا داعمين وفخورين بمبادرة (الشرق الاوسط الاخضر) مشيرا الى ان هذه المبادرة تؤكد ان الدول المنتجة للبترول هي دول مساعدة ومساهمة في التقليل من اثار المنتجات الكربونية والغازات الدفيئة واننا كدول مصدرة للنفط نساهم في عملية تنظيف البيئة والوصول الى ما يسمى «بيئة نظيفة».
وأكد ان ما تحققه السعودية يعكس اهمية المنطقة والدور الذي تقوم به المملكة بالذات فيما يتعلق سواء بالتغير المناخي والبيئة.
وقال الفراس «إننا في الكويت سنكون شركاء مع السعودية والخليج لتحسين الانتقالات في الطاقة»، مبينا «أننا في الكويت عانينا في السنوات الأخيرة من التغير المناخي في الثلاث أو الأربع سنوات الماضية حيث بدأنا نرى العواصف الرملية وتدهور مستويات المياه وتأثير الطبقات الرملية وكذلك الجفاف والسيول السريعة وارتفاع درجات الحرارة التي لم نكن نراها من قبل وهذا يعني أن التغير المناخي حقيقة يجب أن نواجهه بالتزامنا باتفاقية باريس».
وأشار إلى أن «التوازن بين التغير المناخي الحاصل وكيفية الانتقال إلى طاقة أنظف هو ما عنيته بأن ذلك يحدد ماهية إنتاج الطاقة مع التطور الاقتصادي والاستدامة وذلك بأن نعمل على التعليم وأن نثقف شعوبنا لكي يعرف الناس أن هناك تغيرا».
ولفت الفارس إلى أن الكويت نظرت إلى جانب كيفية تقديم الطاقة المتجددة إلى قطاعين أساسيين بإنتاج النفط وكذلك إنتاج الطاقة المتجددة والكهربائية حيث نركز على الطاقة المتجددة مبينا ان سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله قدم منذ عشر سنوات هدفا متمثلا في أن ما نسبته 15 في المئة من الطاقة الكهربائية يجب إنتاجها من الطاقة المتجددة ونحن ما زلنا مستمرين بإقامة شراكات مع القطاع الخاص لذلك وفقا لمفهوم الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
واضاف أننا بدأنا في مرحلة تصميم مشروع جديد يصل لإنتاج 2 ميغاوات لأكبر محطات الطاقة الشمسية بالمنطقة وهو ما يدل على نجاحنا في استقطاب الاستثمارات من القطاع الخاص الى مثل هذه المشاريع فيما لدينا استثمار كبير في انتاج نفط أنظف ووضع نظام لإدارة الطاقة في القطاع النفطي وتحسين التقنية والاتمتة للتأكد من أن لدينا انظمة ذات كفاءة.
واكد الفارس ضرورة وجود سياسات عملية واضحة وان نكون واقعيين وحقيقيين بغض النظر عن خريطة الطريق المتعلقة بالتغير المناخي وان نأخذ بعين الاعتبار الظروف المختلفة لكل دولة.
من جهته قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا إن «وجودنا اليوم في هذا المنتدى يعني التزامنا جميعا بموضوع التغير المناخي» مشيرا الى ان لكل دولة تطبيقاتها وبرامجها المختلفة لذلك ولكن الهدف الوحيد هو تحييد الكربون من الانبعاثات.
واشار الى ان رؤية مصر 2030 تنظر الى مزيج الطاقة وكيفية معالجة هذا الموضوع المهم ومعا يمكننا تحديد اختيار الطاقة وهو الغاز وتحديد خريطة الطريق ومراحل انجاز رئيسة لنعمل على تحسين هذا التوازن مشيرا الى اهمية ان يكون للاقتصاد نمو ثابت مع تطبيق مشاريع مختلفة للاقتصاد.
فيما تطرق وزير البترول في النيجر ماهاماني ساني الى ان صناعة الغاز بالنيجر هي جزء هائل من الاقتصاد مبينا ان هناك التزامات عليهم لتطوير هذا المورد الطبيعي مع تحسين حياة الشعب والالتزام الثاني هو تخفيف الاثار على المناخ.
وقال ان لدى النيجر ما يقارب 100 الف هكتار من الاراضي الزراعية تتضرر ما يشير الى ان ما نقوم به غير كاف ويجب العمل اكثر لزيادة استصلاح الاراضي.
من ناحيته بين وزير الطاقة الاذربيجاني بارفيز شهابازوف في مشاركته ان بلاده تواصل العمل في مجال النفط والغاز ولكننا وضعنا هدفا للوصول الى ان يكون 30 في المئة من الطاقة المتجددة لتوريد الطاقة بشكل عام في الدولة حتى عام 2030 ولدينا ايضا بالتوازي سياسة النمو الاخضر ومبادرة خلق منطقة الطاقة الخضراء.
بدوره اشار وزير البترول النيجيري تشيف سيلفا في مشاركته الى ان التغير المناخي هي «قضية وجودية» وعلينا ان نستمتع ببيئة نظيفة مضيفا ان توفير الكهرباء الكافية لكل السكان يمثل تحديا امام الوصول لهدف ايجاد بيئة نظيفة وطاقة متجددة.
واكد ضرورة السعي الحثيث للتعامل مع سياسات تقنين الغاز الطبيعي بتقليل اشعال الغاز الى 8 في المئة اذ انه من اكبر المسهمات في الانبعاثات وذلك حتى نصل الى صفر في المئة.
وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان قد اطلق في وقت سابق اليوم السبت النسخة الأولى للمنتدى السنوي ل(مبادرة السعودية الخضراء) في (الرياض) بمشاركة عدد من الوزراء والمختصين السعوديين والدوليين.