أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد إيراني أن الحكومة الإيرانية الجديدة بحاجة إلى فرصة للاطلاع على تفاصيل الملف النووي بشكل كامل وتعيين الأشخاص المفاوضين، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان قال إنه سيتم الإعلان عن اللجنة المفاوضة خلال أيام، تمهيداً لاستئناف المحادثات في فيينا مع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق (روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
وفي لقاء مع «الراي»، أشار إيراني إلى وجود تواصل بين سلطات الطيران المدني في الكويت وإيران، متوقعاً عودة حركة الطيران المباشر بين البلدين خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتطرق السفير إيراني إلى المحادثات الجارية بين بلاده والسعودية، لافتاً إلى وجود إمكانات كبيرة مُتاحة في البلدين، ومشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة ولها دور كبير في المنطقة، وأن الاجتماعات بين البلدين في العراق هي بداية الاتفاق.
ووصف الاقتراح المقدم من رئيس الوزراء العراقي الكاظمي، بإنشاء طريق يمتد من مشهد إلى مكة بأنه ممتاز ويحتاج إلى عمل جاد وسيعمل على تطوير الاقتصاد في البلدان الثلاثة والمنطقة ككل في حال إنجازه، وسيستفيد منه الجميع.
وفي ما يلي نص اللقاء:
• ماهي خططكم لتعزيز العلاقات الثنائية مع الكويت مع قرب انتهاء جائحة «كورونا»؟
- العلاقات الإيرانية - الكويتية قوية ومتينة وتسير نحو الأفضل يوماً بعد يوم، فالحكومة الجديدة في إيران رفعت شعار «تقوية العلاقات مع دول الجوار»، وتمتين العلاقات الإقليمية أيضاً، وقد أعطى رئيس الحكومة الإيرانية أوامره للجهات المعنية وخصوصاً للخارجية الإيرانية، أن يتم التركيز على أهمية العلاقات الثنائية وخصوصاً مع الدول الخليجية، ونحن متفائلون حيال مستقبل هذه العلاقات، وخصوصاً مع الكويت، حيث توجد إرادة حقيقية من قيادتي البلدين بهذا الشأن.
• متى تتوقع عودة الطيران المباشر بين البلدين؟
- من الطبيعي أن تعود حركة الطيران بين بلدينا إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، وكانت هناك بعض الملاحظات من الجانب الكويتي على الأمور الصحية في إيران ولكن الآن انخفض عدد الإصابات اليومية بـ«كورونا» منذ أغسطس الماضي بنسبة نحو 300 في المئة، كما أن عملية التطعيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية قد وصلت إلى 60 في المئة من الشعب الإيراني وهذا مؤشر إيجابي...والعديد من المقيمين الإيرانيين عادوا للكويت بعد اعتماد شهادات تطعيمهم من السلطات الصحية الكويتية ولكن عن طرق الترانزيت من دول أخرى وبتكلفة مضاعفة، فبدل أن يصلوا الكويت خلال ساعة عبر الطيران المباشر، وصلت المدة إلى 12 ساعة مع الترانزيت في دولة ثالثة، وهناك تواصل بين الطيران المدني في البلدين ومن الممكن أن تعود حركة الطيران بين البلدين خلال الأيام القليلة المقبلة إن شاء الله، فقد كانت هناك نحو 17 رحلة أسبوعيا بين بلدينا في السابق.
• ماذا في شأن المحادثات الإيرانية - السعودية، وهل هي لإعادة التمثيل الديبلوماسي فقط أم تشمل مجالات أخرى؟
- كل شيء مرتبط مع بعضه، ولا يمكن اختصار العلاقات الطيبة بين البلدين بالعلاقات الديبلوماسية فقط، في ظل وجود إمكانات كبيرة متاحة في بلدينا، ومن الطبيعي أن يكون هناك تعاون في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية وأيضاً في القضايا الإقليمية، فالمملكة العربية السعودية دولة مهمة ولها دور كبير في المنطقة، والاجتماعات بين البلدين في العراق هي بداية الاتفاق بيننا.
• كيف تنظرون لانعكاس هذه المحادثات على أمن واستقرار المنطقة؟
- بالتأكيد بعد الجلوس إلى طاولة المفاوضات وبدء المحادثات بين بلدينا، ستكون الخطوة الأولى عودة التمثيل الديبلوماسي، وبعدها التباحث والتشاور حول قضايا المنطقة بما يضمن أمنها واستقرارها.
• كان هناك حديث عن إنشاء طريق يمتد من مدينة مشهد إلى مكة المكرمة عبر العراق، فما مدى صحة ذلك وأهميته؟
- نعم قرأت هذا الاقتراح المُقدّم من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وهو اقتراح ممتاز يحتاج إلى عمل جاد حيث سيعمل على تطوير الاقتصاد في البلدان الثلاثة والمنطقة ككل في حال إنجازه وسيستفيد منه الجميع.
الاستثمار في إيران
تطرق السفير الإيراني إلى الاستثمار في بلاده، قائلاً إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبدت استعدادها لاستقبال المستثمرين من دول الجوار، خصوصاً المنطقة العربية، وللمشاركة في مشاريعهم.
وقبل جائحة (كورونا) قام الكثير من الإخوة العرب بالاستثمار وتنفيذ مشاريع في مختلف المناطق الإيرانية، ونحن ندعو الإخوة الكويتيين للاستفادة من الفرص المتاحة للاستثمار في مناطق الزيارات والمناطق الشاطئية البكر، والسفارة على أتم الاستعداد لتقديم جميع المعلومات التي يحتاجها الراغبون في الاستثمار لدينا أو العمل على توصيلهم بالمناطق المعنية التي يرغبون فيها».
علاقات تاريخية مع العراق
رداً على سؤال عما يقال عن خسارة حلفاء إيران بالعراق في الانتخابات الأخيرة، قال السفير الإيراني: «إن العلاقات الإيرانية - العراقية قوية على مستوى جميع أطيافه وأحزابه تاريخياً، وحتى الآن لم تعلن النتائج الرسمية في العراق، ونحن نحترم صوت الشعب العراقي وتعاون البلدين مستمر في شتى المجالات، فالعلاقات بين البلدين بنيت بشكل كبير بعد سقوط نظام صدام وتطورت بشكل أوسع، ونحن لدينا مصالح مشتركة وحدود كبيرة مشتركة أيضاً، ونحن لا نراهن على الاحتمالات من قبل بعض الجهات التي لا تريد أن تكون لدينا علاقات طيبة مع العراق بل نراهن على واقع الأمر والعلاقات التاريخية بين البلدين ونرفض توجيه هذه العلاقات من قبل أي طرف خارجي».
التطوير الذاتي
أوضح السفير الإيراني أن ظروف المقاطعة والحصار على إيران خلال السنوات الأربعين الماضية، أدت إلى تطوير الكثير من الصناعات الإيرانية والاكتشافات في مختلف الجوانب العلمية، «فخلال العقود الثلاثة الماضية أصبحت إيران تصنع كل شيء ذاتياً، من المنشآت النووية إلى تقنية النانو في العلاجات الطبية والعمليات الجراحية والأدوية واللقاحات».