لأن التوقعات كانت قد أجمعت على أنه سيتم حتماً منح نسخة العام 2021 من جائزة نوبل للعلوم لباحثين ممَنْ ابتكروا واحداً أو أكثر من لقاحات «كورونا» التي أنقذت حياة ملايين حول العالم حتى الآن، فإن الدهشة كانت كبيرة عندما ذهبت تلك الجائزة بدلاً من ذلك إلى إنجازات علمية أخرى ظلت منتظرة في طابور الترشيحات لسنوات.
لذا، يتساءل أصحاب تلك التوقعات الآن عن سبب ذلك وعما إذا كان هناك تجاهل متعمد للجهود البحثية التي تصدت لجائحة «كوفيد- 19».
ووفقاً لتقرير نشره موقع Nature.com المتخصص في شؤون الأبحاث العلمية، أعرب عدد من أبرز العلماء حول العالم عن دهشتهم وخيبة أملهم من عدم إدراج لقاحات كوفيد- 19 ضمن ترشيحات جوائز نوبل 2021، لاسيما لقاحات mRNA التي أطلقت فئة غير مسبوقة من اللقاحات. ورأى أولئك العلماء أنه لا ينبغي أن يتكرر هذا الأمر في ترشيحات وجوائز العام المقبل (2022).
لكن الإجابة المختصرة تقول إن عنصر التوقيت لم يصب في صالح منح جائزة نوبل لثمار أبحاث كوفيد هذا العام، إذ إنه ينبغي عادة تقديم الترشيحات لنيل تلك الجائزة قبل تاريخ 1 فبراير.
ولمزيد من التوضيح، قال جوران هانسون الأمين العام للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي تمنح جوائز نوبل: «تاريخ 1 فبراير 2021 كان بعد مرور شهرين فقط من بدء استخدام أول لقاحات – وخصوصاً المصممة بتقنية mRNA – أي أن مفعولها وتأثيرها على الجائحة لم يكن قد اتضح بعد، وهو المعيار الذي يتم على أساسه قبول الترشيحات واختيار الفائزين بجوائز نوبل عموماً».
وأضاف:«أن لقاحات mRNA هي قصة نجاح رائعة أثمرت ومازالت تُثمر فوائد هائلة للبشرية. نحن جميعاً ممتنون جداً للعلماء الذين ابتكروا تلك اللقاحات التي تستحق الترشيح للجائزة، لكننا بحاجة إلى بعض الوقت... مازال تقييم تأثير ودور لقاحات كورونا جارياً بالفعل»، مشيراً إلى أنه من المرجّح أن تفوز بعض لقاحات «كوفيد- 19» بالجائزة في العام المقبل استناداً إلى ذلك التقييم.