تواصل مؤشرات تقييم الوضع الوبائي في البلاد مسارها الإيجابي نحو التحسن في ظل تسارع وتيرة حملة التطعيم، الأمر الذي أسهم بوصول نسبة الإصابة بفيروس «كورونا» إلى أدنى مستوياتها عند حاجز 0.15 في المئة قياساً لعدد المسحات اليومية.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الراي» عن أصعب 5 تحديات تعاملت معها السلطات الصحية بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية بنجاح خلال الفترة القليلة الماضية، الأمر الذي يبشّر بتجاوز نقطة اللاعودة إلى الوراء، ويظهر أن الوباء بات في المحطة الأخيرة له في البلاد، وفقاً لمؤشرات التقييم وتطور آليات المواجهة والخبرات التراكمية، لكن يبقى الخلاص النهائي منه رهن الخلاص العالمي، وهو ما يتطلب مواصلة الحذر والالتزام بالاشتراطات الصحية.
وأشارت إلى أن تجاوز المنظومة الصحية، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية، لمختلف أنواع التحديات يشكّل منعطفاً مهماً للغاية، ويؤشر على أن القادم أفضل بفضل الوعي المجتمعي.
ولفتت المصادر إلى أن كل الأنشطة تمارس أعمالها حالياً مع تطبيق الإجراءات الاحترازية الاعتيادية، التي لا تؤثر بأي حال على الأداء أو القدرة الإنتاجية، بل تحفظ للبلاد الأمن الصحي ولأفراد المجتمع صحتهم وسلامتهم.
وفي ما يلي التحديات الخمسة:
1 - الانفتاح
أوضحت المصادر أن من بين أبرز التحديات التي تم عبورها بنجاح، الانفتاح الذي تعيشه الدولة منذ أكثر من 4 أشهر مع رفع الحظر الجزئي منذ 10 مايو الماضي، ودوران عجلة الاقتصاد، عبر العودة التدريجية والآمنة لمختلف الأنشطة التجارية، في وقت لا تزال مدن عالمية كثيرة تعاني من الإغلاقات.
وعلى سبيل المثال، مدينة أوكلاند وهي ثاني كبرى مدن نيوزيلندا لا تزال قيد الإغلاق منذ أسابيع، كما أعلنت السلطات أن على سكانها البقاء في منازلهم أسبوعاً آخر على الأقل.
2 - المطار
التحدي الثاني الذي عبرته بنجاح السلطات الصحية، يتمثل - وفق المصادر - بإعادة تشغيل المطار وعودة النسبة الأكبر من المواطنين من الإجازة الصيفية والسماح بعودة المقيمين، من دون تسجيل أي انتكاسة في مؤشرات الوضع الوبائي، ما يؤكد صحة الإجراءات المعمول بها.
وعن إمكانية رفع الطاقة التشغيلية للمطار، كشفت المصادر أن «مؤشرات التقييم الإيجابية للفترة الماضية تشير إلى الاقتراب من ذلك».
3 - المجالس الحسينية
وبحسب المصادر، فإن التحدي الثالث الذي تم عبوره بنجاح، تمثل بالتعامل مع المجالس الحسينية خلال شهر محرم، عبر إجراءات تنظيمية، كان أبرزها تطعيم العاملين في الحسينيات.
4 - امتحانات «الثاني عشر»
ومن التحديات المهمة التي تعاملت معها السلطات الصحية بنجاح، بالتنسيق مع وزارة التربية، إجراء امتحانات الصف الثاني عشر في شهر يونيو الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن العودة التدريجية للدراسة الحضورية في المدارس لم تبدأ مطلع الشهر الجاري بل منذ إجراء الامتحانات الورقي لطلاب الصف الثاني عشر في شهر يونيو الماضي، وهو ما كان بمثابة الضوء الأخضر لعودة الدارسة حضورياً خلال العام الدراسي الحالي.
وعن مؤشرات التقييم المبدئية للعودة إلى الدارسة، أوضحت المصادر أن من المبكر الخروج بنتائج دقيقة في هذا الشأن، وإن كانت المؤشرات المبدئية مطمئنة للغاية وتبعث على التفاؤل بدرجة عالية، مع نجاح الخطة الاستباقية للعودة الآمنة للدراسة عبر تطعيم الهيئة التدريسية والطلاب، والتي وصلت نسبتها بين الطلبة الدارسين إلى نحو 80 في المئة للشريحة العمرية من 12 إلى 17 عاماً، وهي الشريحة المشمولة بالتطعيم في غضون الفترة الحالية.
وأضافت المصادر أن نتائج التقييم لعودة الدراسة ستتضح بشكل أدق نهاية الشهر الجاري، متوقعة أن يشهد الفصل الثاني عودة الدراسة الحضورية بنسبة 100 في المئة.
5 - نجاح حملة التطعيم
ولعل التحدي الأهم يتمثل بنجاح حملة التطعيم الوطنية بعد نحو 9 أشهر من انطلاقها مع الوصول إلى نسبة تتجاوز 80 في المئة ممن تلقوا جرعة واحدة، ونسبة تتجاوز 75 في المئة ممن تلقوا جرعتين، الأمر الذي ساهم في عودة الحياة الى طبيعتها في مختلف المناحي.
وقالت المصادر إن ذلك «يؤكد أن الصعب والأصعب من عمر التعامل مع الازمة قد انتهيا إلى غير رجعة، وأن القادم هو الأفضل، شرط عدم التهاون في الأخذ بسبل الوقاية والمبادرة الى التطعيم».