يقول الرومي: الحب لا يمكن أن تتعلمه أو تدرسه. الحب يأتي كنعمة.
قطة الجيران زارتني أكثر من مرة ثم لعبت معها. أطعمتها وسقيتها واعتادت تقضي وقتاً معي. أترك لها جزءاً من النافذة مفتوحاً. أصحو لأجدها. أصبح بيتي بيتها.
ثم حان وقت الرحيل. انتظرت حتى آخر لحظة ووضعتها على النافذة حتى أحكم الإغلاق قبل السفر. فظلت جالسة هناك. لا تريد الرحيل. تظن أنني بعد فترة سأفتح لها الشباك. لا تعلم أنني سأركب التاكسي باتجاه المطار وأتركها. بكيت في التاكسي وضحك مني السائق ثم قال: الحيوان في هذا الزمن أوفى من الإنسان.
إن ذلك صحيح. فمدعي الصداقة لا يسأل أو يطمئن عليك إنه يفكر في نفسه فقط. بل ويضع الأعذار حتى لا يراك. والحيوان يرفض الرحيل حتى لو طردته وأغلقت دونه الشباك.
دنيا عجيبة!
سلام يا صديقي على كل لحظة حنان ومحبة كانت بيننا. سلام على كل لقمة تقاسمناها... على أنفاسك وأنت قربي في وحشة الغربة. حتى أعود ونلتقي بسلام.
فلكي نحقق مبدأ الوفاء، نحتاج إلى غرس قوي متين في وجدان الصغار. لذا نقول: تكلموا مع أولادكم، عن الحب والخير والجمال والفلسفة والحقيقة والتسامح والصداقة والابتكار والإنجاز والإبداع والنجاح، والتميز والقراءة والفنون والعلوم والمسرح والأوبرا والنحت والرسم. ثم مارسوا بعض ما تكلمتم به أمامهم، حتى يدركوا أنكم قدوة ونموذجاً حقيقياً؛ وأنكم لستم مدعين منافقين.
اشحنوا أرصدة كثيرة... كبيرة في قلوب أولادكم وهم صغار يردوها لكم وهم كبار.