«لم أَخْتر هذا اللون الغنائي، بل إنه موهبة امتلكتها بالفطرة»!
هكذا بدأت مغنية «الراب» الكويتية كوين جي حوارها مع «الراي»، وهي التي استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة أن تصنع اسماً لامعاً في عالم الموسيقى، عبر ما قدمته من أعمال خاصة وتجارية على السواء.
كوين جي، أوضحت أن ما تقدمه من فن يعتبر لوناً جديداً وطريقاً مختلفاً في ساحات الغناء الخليجية والعربية، لا سيما وأنه يشكّل مزيجاً بين الموسيقى الغربية «الهيب هوب» و«الراب» من جهة، وبين الفن العربي والخليجي، من جهة أخرى، ومُطعماً بنكهة كويتية.
وأشارت إلى أنه ليس كل فنان يقدر على غناء «الراب» بل إن هذا النوع من الفنون يحتاج إلى فنان متعدد المواهب، ويمتلك الصوت المميز والإحساس المرهف والقلم المُعبّر.
• ما السبب وراء اختيارك لـ «الراب» دون غيره من الألوان الغنائية؟
- لم أَخْتر هذا اللون الغنائي، بل إنه موهبة امتلكتها بالفطرة «ولله الحمد». هو لون جديد وطريق مختلف في ساحات الغناء الخليجية والعربية، إذ يُشكّل مزيجاً بين الموسيقى الغربية «الهيب هوب» و«الراب»، وبين الفن العربي والخليجي، ومُطعماً بنكهة كويتية.
اللون الغنائي الذي صنعته عبارة عن فنون عدة، هي موجودة بالأساس، ولكنني قمت بنسجها بطريقة مبتكرة فأصبح لوناً جديداً في عالم الموسيقى، ولذلك أطلقت عليه اسم «الكوينجاوي» بما أنني الأولى في صناعته.
فمن بعد أغنية إعلان القهوة التي قمت بتقديمها في العام 2018 وإلى يومنا الحالي ونحن نسمع العديد من المطربين والملحنين قد اتجهوا لهذا اللون من الموسيقى.
وفي حقيقة الأمر هذا الشيء يسعدني جداً ويعني ليّ الشيء الكثير، كما يشعرني بالفخر لأنني قد أنجزت وصنعت بصمة خاصة بي، ومؤثرة في عالم الموسيقى.
• هل يحتاج مغني «الراب» إلى الصوت الجميل، أم إلى الجملة المكتوبة؟
- أرى من وجهة نظري المتواضعة أن غناء «الراب» يحتاج إلى شخص مميز، ويمتلك العديد من المواهب كالصوت المميز والإحساس المرهف والقلم المُعبّر.
هناك فرق بين «الرابر» (وهو الشاعر والملحن وصاحب الفكرة، وساعات يكون المخرج لعمله)، وبين المؤدي الذي يقوم بغناء كلمات من كتابة شاعر أو «رابر».
وعلى سبيل المثال أذكر لكم ما فعلته أنا في أغنيتي (طرشوله) إذ لعبت خمسة أدوار لأجل صناعتها، بدءاً من الكتابة والتلحين والتوزيع، ووصولاً إلى الغناء وإخراج الفيديو كليب، والحمدلله، فإن هذا المجهود حقق نجاحاً كبيراً، حيث لا تزال الأغنية إلى اليوم تحقق نسبة مشاهدة عالية تخطت الـ 44 مليون مشاهدة على «اليوتيوب»، وانتشرت انتشاراً مبهراً في جميع دول العالم.
• عندما ظهر فن «الراب» في الولايات المتحدة، بدا كنوع من التعبير عن النفس ضد المشاكل المجتمعية، مثل الفقر والبطالة والعنصرية والظلم ليصبح ثقافة وفناً مستقلاً في ما بعد... فهل أصبح له نهج مختلف في بلادنا العربية؟
- «الراب» عبارة عن فن للتعبير الحرّ لكل شعور ممكن أن تشعر به، يُعبَّر عنه بغناء ووزن وقافية وإحساس وتوقيت معين مع اللحن، بحيث يصل للمستمع ليستشعر الكلام والإحساس، سواء كان كلاماً ايجابياً أو سلبياً، وهذا الشيء يعتمد على «الرابر» في اختياره، حيث إن اختياره لا يعني بالضرورة أن كل فن «الراب» يسير على النهج نفسه، وأكرر القول إن «الراب» فن حُر وتختلف فيه الاختيارات والأذواق.
• كفتاة كويتية، هل تعتبرين نفسك متفردة بتقديمه في منطقة الخليج؟
- كلي فخر كفتاة كويتية بأنني صنعت لنفسي خط سير مختلفاً ومميزاً باسمي واسم بلدي، وكفتاة خليجية وعربية يشرفني أنني استطعت كسب محبة واحترام الناس، وهذا هو النجاح في حد ذاته من وجهة نظري، وما وصلت إلى ذلك إلا بفضل من ربي.
• بكل صراحة، كيف ترين نظرة المجتمع لهذا اللون الغنائي؟
- الموسيقى ثقافة، فإذا كنت تمتلك الثقافة الموسيقية الكافية حينها سوف تحترم أي فن يُقدّم إليك، وإن لم يعجبك فالأذواق متعددة ومختلفة.
ولا يخفى أن فن موسيقى «الراب» قد فرض نفسه واحترامه اليوم، خصوصاً إذا تم تقديمه بالطريقة الصحيحة، ولا أحد يستطيع أن ينكر وجوده أو يقلل من شأنه.
• لو تلاحظين، أنه لا يوجد اهتمام بهذا الفن على نطاق الوطن العربي... ما السبب برأيك ؟
- في السنوات الأخيرة أصبحت ألمس قبولاً واهتماماً أكبر من السابق لفن «الراب»، وكما نقول هنا في الكويت «الخير بقبال».
• ما الجديد الذي تحضرين له خلال الفترة المقبلة؟
- حالياً أعمل على تحضير أغنية من كلماتي وألحاني وغنائي، وبإذن الله تنال إعجاب محبيني ومستمعيني وجمهوري الغنائي الذي ألقبه دوماً بـ «جيش الجي».
• لماذا اخترتِ لقب «كوين جي»؟
- كوين جي له معنى، ويعني الملكة جي، فأنا ملكة بأخلاقي وتواضعي.
• هل الأهل معارضون للخط الفني الذي اخترتِه، أم أنك وجدتِ التشجيع منهم؟
- أهلي من أوائل الداعمين إليّ لأنهم لمسوا بي هذه الموهبة منذ طفولتي، وبفضل من الله ثم بفضل أهلي وجمهوري تقدمت خطوة مهمة في مشواري.
وأرى أنه من أساسيات النجاح هو رضا الله أولاً، يليه رضا الوالدين والمحبين، أما إرضاء جميع الناس فهي غاية لا تدرك.