صحيح أن الفرق الوحيد بين هجاء كلمة «alms» وهجاء كلمة «arms» الانكليزيتين هو حرفيّ «l» و «r»، لكن ذلك الفرق البسيط كان كافياً للكشف عن فجوة انحيازية واسعة وذات دلالة خطيرة.
فبسبب سوء الاستماع أو التسرُّع أو التحيُّز ضد المسلمين - أو ربما بسبب مزيج من كل ذلك - قامت معلمة بريطانية بإبلاغ سلطات مكافحة الإرهاب عن تلميذها المسلم البالغ من العمر 11 عاماً، وعلى أساس بلاغها أُحيل التلميذ إلى برنامج «Prevent» الحكومي المخصص لإعادة تأهيل الأحداث ذوي الميول الإرهابية!
صحيفة «ذا غارديان» التي نقلت الخبر لم تفصح عن اسم التلميذ أو المعلمة أو حتى المدرسة التي ينتميان إليها، لكنها أوضحت أن القصة بدأت عندما كلفت المعلمة تلاميذها في الصف الخامس الابتدائي بأن يتحدث أمام زملائه عما سيفعله إذا ربح مبلغاً كبيراً من النقود.
وعندما جاء دور التلميذ المسلم، قال في سياق كلامه إنه سيوزع جزءاً من المال كـ«صدقات» و«مساعدات مالية» (alms) على المحتاجين والبائسين. لكن المعلمة ظنت بالخطأ أنه قال «arms»، وهي الكلمة التي تعني «أسلحة نارية»، خصوصاً أن طريقة نطق الكلمتين تتشابه إلى حد كبير على الرغم من اختلافهما في الحرف الثاني منهما.
وعقب إحالة التلميذ إلى البرنامج التأهيلي المثير للجدل، سارع والداه إلى رفع طعن قانوني ضد القرار. وارتكز الطعن على أن طفلهما قال «alms» (صدقات/مساعدات مالية) لكن المعلمة سمعتها «arms» بالخطأ وأبلغت ضده على هذا الأساس دون أن تكلف نفسها عناء الاستفسار منه عما يقصده تحديداً.
وعلى أساس ذلك الطعن، قررت السلطات الأمنية المعنية إلغاء القرار واعتبار بلاغ المعلمة كأن لم يكن، مشيرة إلى أنه لا توجد أي مؤشرات تدل على وجود أي علامات تطرف أو نزعات إرهابية لدى الطفل.
لكن والدا الطفل قالا إنهما سيواصلان اتخاذ مزيد من الإجراءات القضائية ضد المعلمة ومسؤولي إدارة المدرسة لإزالة جميع آثار «وصمة الإرهاب» التي لحقت بطفلهما.