يواصل أبناء المزارع سعود عبدالعزيز الصالح زراعة القمح (الحنطة) في جزء من أرض مزرعتهم في منطقة العبدلي الزراعية في أقصى شمال الكويت بإشراف أكبر أبنائه المزارع بدر سعود عبدالعزيز الصالح، اقتناعاً منهم بأهمية زراعة القمح في ربوع العبدلي، باعتباره محصولاً إستراتيجياً مهماً لسكان الكويت أجمعين، فقد كان والدهم (أبو بدر) وهو من مؤسسي منطقة العبدلي الزراعية، ومن أوائل من زرع فيها، وقد استجاب أوائل الثمانينات من القرن الماضي لدعوة رئيس الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ومديرها العام آنذاك الشيخ إبراهيم الدعيج الصباح، إلى زراعة القمح على نطاق واسع في مزرعته الكبيرة في العبدلي، مثله مثل العديد من رفاق دربه الزراعي آنذاك ومؤسسي العبدلي، ومنهم الشيخ مبارك صباح الناصر والمزارع عبدالرحمن الصفران والمزارع فهد ثنيان الغانم، والمزارع جاسم المحيسن الحبشي وأبناء المرحوم خالد المسعود والمزارع محمد عبدالكريم الحميدان والمزارع خليفة البنوان والمزارع جاسم الأمير والمزارع عبدالله الخلف والمزارع عبداللطيف الهطنفل والمزارع محمد حبيب البدر والمزارع لافي اللافي والمزارع صياح أبو شيبة والمزارع علي الخلف، والمزارع خلف الجنفاوي، وغيرهم كثيرون.
وساعدهم على زراعة القمح وحصده الآليات التي وفّرها مسؤولو الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وخصوصاً آليات الحصاد والجمع الحديثة، بيد أن هذه التجربة الكويتية الرائعة في زراعة القمح في ربوع العبدلي وكذلك في ربوع الوفرة، لم يُكتب لها التواصل والاستمرار، بسبب الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990
وبعد التحرير المبارك في 1991 عزف أغلب مزارعي العبدلي والوفرة عن زراعة القمح، لاختفاء آليات الحصاد أو سرقتها أو تلفها، إلَّا أن المزارع سعود عبدالعزيز الصالح ظلَّ يزرع القمح في مزرعته، اقتناعاً منه بل إيماناً منه بأهمية إنتاج القمح والشعير وإنتاج التمور، لتحقيق جزء مهم من الأمن الغذائي المأمول في الكويت، فالقمح والتمر غذاء للإنسان، والشعير غذاء للحيوان.
وظل ( أبو بدر ) يزرع القمح، في العبدلي للاستخدام العائلي وإهدائه لمعارفه وأصدقائه، حتى أقعده المرض، لكن أولاده ظلّوا أوفياء مخلصين له فواصلوا مشوار زراعته على جزء صغير من مزرعتهم في العبدلي.
وعن تجربة زراعة القمح في مزرعة «الصالح» هذا الموسم 2020 - 2021، قال المشرف على المزرعة عوض السماحي «نثرنا القمح من إنتاج الموسم السابق، في أرض مساحتها صغيرة نحو 2400 متر مربع، مقلبة جيداً ومسمّدة تسميداً عضوياً جيداً، في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وها نحن نحصد سنابله الصفراء منتصف شهر 4 (أبريل) والإنتاج وفير ونوعيته جيدة».
وأضاف السماحي «إن زراعة القمح في أرض العبدلي الخصبة ناجحة، مع أننا نرويه بالماء الصليبي (قليل الملوحة)، لكن المشكلة في حصاده، فالحصاد اليدوي متعب ومضنٍ، خصوصاً وأنه يحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، ونحن نفتقد العديد منها في هذه الأيام الصعبة، أيام كورونا، الله يعدّيها علينا وعليكم بخير وسلام».
واستدرك «سنواصل زراعة القمح كل موسم ولو بكميات قليلة»، موضحاً «أن تحويل القمح للحصول على طحين يُصنع منه خبز شهي يتمُّ عن طريق شركة المطاحن الكويتية، التي تقوم مشكورة بطحن ما يرسله لها المزارع بدر سعود عبدالعزيز الصالح، والطحين يأخذه هذا المزارع وإخوانه للاستخدام العائلي الشخصي، ولإهداء كميات منه لمعارفهم وأصدقائهم لعمل الخبز والبرغل والفريكة، وما إليها من مواد مغذية ومفيدة».