حثّ مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني جوسيب غوارديولا، لاعبيه على الوثوق في قدراتهم لإكمال المهمّة أمام باريس سان جرمان الفرنسي، الأسبوع المقبل، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد عودتهم بفوز ثمين من العاصمة باريس 2-1، ذهاباً.
وقلب لاعبو «بيب» تأخرهم بهدف، ليقطعوا خطوة مهمة نحو أول نهائي في تاريخ النادي ضمن دوري الأبطال، وذلك قبل مباراة الإياب، في 4 مايو المقبل.
وبلغ «سيتي» المربّع الأخير للمرّة الاولى في 5 سنوات تحت إشراف المدرّب الفذّ، وكرّر سيناريو مباراته في إياب ربع النهائي، عندما تلقى هدفاً مبكراً على أرض بوروسيا دورتموند الألماني، قلبه في الشوط الثاني إلى فوز 2-1.
وقال غوارديولا: «في دورتموند، تلقينا هدفاً وعُدنا للمباراة، والآن الأمر ذاته يتكرر. ما أريده هو أن نكون أنفسنا في المباراة الثانية».
وتابع: «نحن جيدون باللعب في طريقة معينة، لكن لا يمكننا اللعب بأسلوب آخر. آمل في إيجاد الكلمات المناسبة والقرارات الصحيحة للقيام بذلك».
وأظهر «سيتي» نضجا على الساحة القارية لتهدئة عاصفة «سان جرمان» الافتتاحية، بعد هدف بالرأس من قائد دفاعه البرازيلي ماركينيوس.
وزاد: «كانوا جيدين عندما كانت النتيجة هدفاً وحيداً، لم يكن بمقدورنا الضغط. لم نستحوذ في المكان المناسب، لكن هذا طبيعي».
تابع: «لا يملك النادي الخبرة في هذه الأدوار من المسابقة، لكن آمل أن يساعدنا هذا الأمر على الوثوق بأنفسنا. اعتقد أنه في الشوط الثاني، كنا شرسين جدا ولعبنا بشكل جيد».
وبعد معادلته الأرقام بتسديدة خادعة، تركزت الانظار على البلجيكي كيفن دي بروين، عندما حصل «سيتي» على ضربة حرة على باب المنطقة، لكنه ترك زميله الجزائري رياض محرز يسددها مسجلا هدف الفوز.
وكشف دي بروين: «قلت (لمحرز): إذا كنت واثقا، سدّدها. لديّ كل الثقة بفريقي، وقد سجل الهدف، من أنا لأتحدث عن هذا الأمر؟». ونجح قلب دفاع «سيتي» المؤلف من البرتغالي روبن دياش وجون ستونز في احتواء الثنائي الهجومي الضارب لـ»سان جرمان» مع البرازيلي نيمار وكيليان مبابي.لكن دي بروين حذّر من أن المهمة لم تنتهِ بعد: «تعرفون أنه قد نعاني في بعض فترات المباراة. نعرف مدى قوتهم. اركض بجهد، اعمل كثيرا للفريق، ونحن نعرف أننا نملك النوعية لمواجهتهم».
وبعد أكثر من 10 سنوات من الانفاق الاماراتي، أصبح بلوغ «سيتي» النهائي أقرب من أي وقت مضى، علما أن نصف النهائي الثاني شهد تعادل ريال مدريد الإسباني مع ضيفه تشلسي الانكليزي 1-1.
من جهته، عقّد «سان جرمان» مهمته وحلمه بالتوجه الى اسطنبول لخوض نهائي 29 مايو، للمرة الثانية تواليا، بعد خسارته نهائي 2020 أمام بايرن ميونيخ الألماني بهدف نظيف.
ودعا مدربه الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو إلى عدم الاستسلام قبل مباراة الرد في مانشستر: «لعبنا جيدا في الشوط الأول، كنا الأفضل، لكن في الثاني أهدرنا فرصة مع كيليان وماركو (الإيطالي فيراتي)، ثم أوجعنا هذا الهدف (دي بروين). خاب أملي للطريقة التي تلقينا فيها الهدفين».
وتابع: «لم نظهر الطاقة نفسها مع الكرة، هذا المفتاح بالنسبة لي، لانه في الشوط الاول كنا أفضل في الحيازة».
واخفق ثنائي الهجوم نيمار ومبابي في ظل الرقابة المحكمة، فيما كان الجناح الأرجنتيني أنخل دي ماريا الأفضل هجومياً.
وأردف: «سيكون الإياب مختلفا، كنا جيدين في برشلونة وفي ميونيخ، الثقة ستلعب دوراً مهماً. يجب أن نكون متفائلين وإيجابيين، ونثق في قدرتنا على تحقيق الفوز وبلوغ النهائي».
وواجه بوكيتينو خطة من غوراديولا لم تشهد إشراك أي رأس حربة حقيقي، حتى في الشوط الثاني عندما كان متأخرا، فبقي البرازيلي غابريال جيزوس والهداف التاريخي الارجنتيني سيرخيو أغويرو على مقاعد البدلاء.
وشرح ماركينيوس لقناة «أر أم سي»: «صحيح أننا تراجعنا في الشوط الثاني. كان سيتي أكثر شراسة، واعتقد أن الصعوبة كمنت هنا».
وتابع: «في مباراة الردّ، يجب أن نكون أكثر انتظاماً في الشوطين. كان صعباً الحفاظ على الكرة، الخروج نحو الوسط والقيام بالمرتدات. تلقينا هدفين تافهين. هي التفاصيل، هذا هو دوري الأبطال».
ورأى بأن فريقه «يجب أن يلعب برغبة الفوز. يجب أن نحسّن الأمور ونصحّح الأخطاء، نملك كل ما يلزم لقلب النتيجة».
في المقابل، كشف البرتغالي برناردو سيلفا في حديث لقناة «تي أند تي» البرازيلية ما قاله غوارديولا للاعبيه بين الشوطين: «في الجانب التكتيكي، ان نحاول صناعة المزيد من الفرص الخطرة. ان نحتفظ بالكرة ونستمتع ونؤذي سان جرمان».
وأضاف: «يجب أن نكون أكثر خطورة، ان نلعب ونضغط باتجاه عمودي. أن نضغط أعلى ونحاول لعب الكرات اللولبية بأسرع وقت، لكننا نعرف أن هكذا أمور ليست سهلة أمام الأندية الكبرى».
وعن توجّه الفريق لخوض المباراة المقبلة، أردف لاعب الوسط الهجومي: «يجب أن نستعيد لياقتنا. نعرف انه إذا دافعنا 90 دقيقة سنخرج من المسابقة. لا يمكننا أن نلعب 90 دقيقة بهذه الطريقة».