انتقد جزء من اليسار الفرنسي، السبت، مقالاً نشره عسكريون بينهم 20 جنرالاً في نشرة أسبوعية محافظة متشددة، يتحدث عن «تفكك» فرنسا، تلته رسالة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن تدعوهم إلى المشاركة في الانتخابات.
ونشرت مجلة «فالور أكتويل» الأسبوعية الأربعاء، المقال الذي يدعو الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن الوطنية ووقعه «20 جنرالاً ومئة ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين»، حسب المجلة.
ويدين هؤلاء العسكريون «التفكك» الذي يضرب الوطن و«يتجلى، عبر شيء من معاداة العنصرية، بهدف واحد هو خلق حالة من الضيق وحتى الكراهية بين المجموعات»، معتبرين أنه «تفكك يؤدي مع الإسلاموية وجحافل الضواحي، إلى فصل أجزاء عديدة من الأمة لتحويلها إلى أراضٍ خاضعة لعقائد تتعارض مع دستورنا».
وأضاف العسكريون «نحن مستعدون لدعم السياسات التي ستأخذ في الاعتبار حماية الأمة».
وبعد يومين، نشرت «فالور أكتويل» تعليقاً لمارين لوبن التي قالت «أدعوكم إلى الانضمام إلى عملنا للمشاركة في المعركة التي بدأت (...) وهي قبل كل شيء معركة فرنسا». وكتبت «بصفتي مواطنة وسياسية، أقر بتحليلاتكم وأشارككم حزنكم».
وأثار المقال وتصريحات لوبن استياء العديد من شخصيات اليسار التي دانت غياب رد فعل من الحكومة.
وكانت «فالور اكتويل» نشرت الأسبوع الماضي، عموداً للوزير السابق فيليب دي فيلييه بعنوان «أدعو إلى التمرد».
في سياق آخر، قال المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار، أمس، إن التونسي البالغ من العمر 36 عاماً الذي طعن شرطية في مركز الشرطة في رامبوييه بالقرب من باريس، الجمعة، متطرف بما «لا يمكن التشكيك فيه» وكان يُعاني من «اضطرابات في الشخصية».
وصرّح ريكارد خلال مؤتمر صحافي عُقد لتقييم التحقيقات، بعد يومين على الاعتداء الذي نفّذه جمال قورشان، «إذا كان تطرف المعتدي يبدو غير مشكوك فيه، فيمكن أيضاً ملاحظة وجود بعض الاضطرابات في الشخصية»
ولفت إلى أن «والده أشار إلى أن ابنه انتهج ممارسة صارمة للإسلام. كما تحدث، من جهة أخرى، عن الاضطرابات السلوكية التي لاحظها على ابنه في بداية العام».
وأوضح أن قورشان «طلب استشارة نفسية» في مستشفى رامبوييه في 19 فبراير، ثم حدد موعداً جديداً في 23 فبراير و«يبدو أن حالته لم تتطلب دخول المستشفى أو العلاج».
وصرّح قاضي التحقيق للصحافيين أيضاً بأن شخصاً خامساً هو ابن عم المهاجم أوقف على ذمة التحقيق، أمس، ليُضاف إلى والده المقيم معه في رامبوييه، وابن عم آخر وشخصين ساعداه على تأمين إقامة إداريا في منطقة أخرى في الضواحي الباريسية
وأعلن ريكارد أن الرجل قام بعملية «مراقبة» قبل الهجوم.
وأفاد شهود بأنه هتف «الله أكبر» أثناء الاعتداء، وفق مصدر مقرب من التحقيق. وأصاب الضحية «طعنتين، واحدة في البطن والأخرى في الحلق»، قبل أن تُرديه الشرطة «بالرد» عبر رصاصتين.
وكشف «اطلاع سريع» على هاتفه الخلوي الذي تم العثور عليه في المكان أن «المهاجم شاهد قبل تنفيذ الاعتداء مباشرة مقاطع فيديو لأناشيد دينية تمجد الشهيد والجهاد»، بحسب المدعي العام.
كما تم ضبط «مصحف» في الدراجة النارية التي ركنت الى جانب مركز الشرطة و«سجادة صلاة» في حقيبته.
وأعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب أنها تولت التحقيق في «اغتيال شخص له سلطة عامة في إطار عمل إرهابي أو جماعة إجرامية إرهابية».