أغنامٌ مدعومةٌ بدولارٍ على سعر 3900 ليرة لبنانية كانت بطريقها إلى الكويت عبر الطيران الإيراني قبل منْع إقلاعها وتصدير شحنتها «غير القانونية».
قضيةٌ شغلت بيروت في الساعات الماضية على وقع انهماك لبنان بقرار حظْرِ تصدير منتجاته من خضار وفواكه الى المملكة العربية السعودية أو عبورها منها، وذلك على خلفية «الاستهداف الممنهج لأمن المملكة» بمخدراتٍ تُهرَّب إليها من «بلاد الأرز» أو عبرها، وآخِرها ضُبِطَ مموَّهاً داخل شحنة رمّان.
وأحيت مسألة إعادة تصدير المواشي الحيّة، التي يوفّر مصرف لبنان المركزي «دولاراً مدعوماً» من بقايا احتياطي العملات الأجنبية لاستيرادها الى السوق اللبنانية، مجمل قضية تهريب السلع الاستراتيجية التي بُنيت «فلسفة دعمها» (على السعر الرسمي اي 1500 ليرة او سعر المنصة الاكترونية اي 3900 ليرة) على قاعدة تفادي «تحليق» أسعارها بحال تُرك التجار يوفرون العملة الخضراء لشرائها من السوق الموازية حيث يتجاوز الدولار 12 ألف ليرة.
وبعد تركيزٍ سابقٍ على تصدير الأغنام خصوصاً إلى دول خليجية مثل الامارات وقطر، بما يحقّق للمستوردين أرباحاً هائلة لقاء تقاضي ثمن المواشي بالدولار الطازج وذلك على حساب «جيْب» المودعين اللبنانيين الذين يخسرون بذلك مرّتين، مرّةً المزيد من مدّخراتهم بالدولار التي «تبخّرتْ» وباتوا يحصلون عليها بالعملة الوطنية و«بالقطّارة» مع «هيركات» يناهز 70 بالمئة من قيمتها في السوق الحقيقية، ومرة ثانية بأن التقنين في إنزال اللحوم المدعومة الى الأسواق يرفع أسعارها، كشفت قناة «الجديد» أن معلومات وردت (الجمعة) عن تحميل شحنة أغنام مدعومةٍ لتصديرها الى الكويت عبر الطيران الايراني، مشيرة إلى أنه بعد إبلاغ الجمارك اللبنانية تحرّك رئيس جمارك بيروت سامر ضيا ومنع الطائرة من الاقلاع قبل خمس دقائق من موعدها.
وبحسب القناة فقد طلب ضيا الكشف على حمولة الأغنام «ليتبين انها محملة بـ 1280 رأس غنم بينها أغنام مختومة في الأذن، وهي إشارة الى أن هذه الأغنام مستوردة وتتم إعادة تصديرها (علماً ان باقي الأغنام مهربة من سورية ويتم تزوير شهادة المنشأ)».
وأضافت: «جرى التواصل مع موظفين في وزارة الزراعة الذين حاولوا لفلفة الموضوع لحماية أنفسهم من المسؤولية، عبر التذرع بأن الدمغة صفراء ويتم وضعها في لبنان. وبدأ صاحب الشركة يخبر روايات وأن هناك صوراً وفيديو. ويبدو أنهم أزالوا الدمغات الزرق أو الحمر ووضعوا الصفر مكانها، وسيقعون مع (وزارة) الاقتصاد بفضيحة من نوع ثان».
وتابعت: "عليه خابَرَ ضيا مدعي عام التمييز غسان عويدات الذي أعطى إشارته بإفراغ حمولة الطائرة ومنْع تصدير البضائع وطلب فتح تحقيق بالموضوع."
وبحسب «الجديد» فان صاحب الشحنة هو السيد د.ن «الذي وثّقنا تهريبه أكثر من 40 ألف رأس غنم في الأشهر الثلاثة الأخيرة تصل قيمتها الى 12 مليون دولار عدا عن تصديره أكثر من 80 ألف رأس غنم خلال العام 2020 تصل قيمتها الى نحو 25 مليون دولار، وأحاله وزير الاقتصاد أخيراً على النيابة العامة المالية لتهريبه في الأسابيع الماضية 1400 رأس غنم من مزرعة في ارنون بعد توقيع صاحب المزرعة على تعهد بعدم البيع والتصرف».