فيما بدأت بعض الجهات الحكومية في خصم بدل الموقع الذي صرف لبعض المهندسين المعفيين من الدوام، خلال فترة أزمة «كورونا»، بأثر رجعي لاسترداد ما صرف إليهم من دون وجه حق، لعدم تواجدهم على رأس عملهم في المواقع التي صرف البدل لهم فيها، رفضت جمعية المهندسين التوجه داعية سمو رئيس مجلس الوزراء لتجميد القرار.
وقال مصدر مطلع في ديوان الخدمة المدنية لـ«الراي» إن «صرف بدل الموقع أثناء فترة تعطيل العمل في الجهات الحكومية، خلال الفترة من 12 مارس وحتى 29 يونيو 2020، مرهون بانتقال الموظف بالفعل للمواقع الميدانية أو تواجده بأحد المواقع الميدانية، استناداً إلى كتاب مركز العمل في الجهات الحكومية».
وتساءل المصدر: «كيف يعقل لموظف أن يتقاضى بدل موقع، وهو غير متواجد على رأس عمله، فقرار ديوان الخدمة المدنية بهذا الشأن واضح جداً وهو إيقاف البدل فقط عن المهندسين غير المتواجدين على رأس عملهم، أما المهندسون الملتزمون بالعمل فيستمر صرف البدل لهم». وأوضح أن «هناك الكثير من المهندسين الذين يعملون في الجهات الحكومية يصرف لهم البدل من دون انقطاع، ونستغرب الدعوات التي تريد أن تساوي بين المهندس الذي يعمل والمهندس المتواجد في بيته».
في سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن وزارتي الاشغال العامة والكهرباء والماء والطاقة المتجددة لم توقفا بدل الموقع عن المهندسين العاملين لديهما، فيما كانت أبرز الجهات التي تم وقف البدل فيها هي وزارة المواصلات وجامعة الكويت والبلدية، مشيرة إلى أن عدد المهندسين الذين أوقف البدل عنهم يصل إلى 35 ألف مهندس، وأن هناك جهات لم تلتزم بقرار الديوان واستمرت بصرف البدل حيث سجل بحقها مخالفات.
وكان رئيس جمعية المهندسين الكويتية فيصل العتل، قد انتقد طلب ديوان الخدمة المدنية إيقاف بدل الموقع عن المهندسين الذين يقومون بأعمالهم، ويلتزمون بقرارات جهاتهم الحكومية، داعياً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد إلى التدخل لوقف تطبيق هذا القرار.
وقال العتل، في تصريح صحافي، «نرفض أن يتم إيقاف بدل المهندسين خلال فترة (كورونا)، مستغرباً من موافقة الديوان على صرف بدلات لمهن أخرى بنفس مواقع العمل». وأوضح أن قرار الديوان يخالف الدليل الذي أصدره وعممه للعودة التدريجية للعمل في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى وجود تناقض لدى الديوان، حيث يقر الأعمال الممتازة والبدلات الأخرى كبدل الشاشة والضوضاء وغيرها ويوقف بدل الموقع للمهندسين بمن فيهم المهندسون المتواجدون على رأس عملهم.
وأضاف «أن مثل هذه القرارات توقع ضرراً كبيراً على المهندسين وعوائلهم والتزاماتهم التي تزداد يوماً بعد يوم في ظل الظروف المعيشية»، مشيراً إلى دور المهندسين وتفانيهم خلال أزمة كورونا.