مواطنون توافدوا إلى المدرسة وقدموا له الدعم المعنوي والمادي

الكويتيّون وحارس المدرسة... «فزعة تسرّ الخاطر»

20 أبريل 2021 07:00 م

يتدفق الدم الكويتي حرارةً وغضباً مع قضايا الحريات وحقوق الإنسان، ليؤكد أن الجينات الكويتية مناهضة لأشكال الظلم واستغلال الضعيف كافة، وأن الكويتيين حراس طبيعيون للحريات ورواد في أعمال الخير... وحادثة الحارس المصري خير دليل.

فمع تقاعس بعض الشركات عن الوفاء بالتزاماتها تجاه عمالتها، وتوزيع الرواتب الشهرية في موعدها، تتحول المناشدات التي يطلقها بعض العمال، جراء ضيق الحال وقلة المال، إلى «فزعة كويتية» مباغتة تجاه الوضع القائم، مصوبين سهام النقد اللاذع إلى الشركات المتقاعسة من جهة، وإلى الأجهزة الحكومية المعنية بمراقبة الشركات وإلزامها بالوفاء بالتزاماتها تجاه العمال، من جهة أخرى.

في آخر «الفزعات»، مساء أول من أمس، عبّر الكويتيون عن مشاعرهم غضباً، وانتصاراً لحارس ثانوية سليمان العدساني بمنطقة القصور، المقيم المصري محمد كمال، الذي ظهر في مقطع فيديو يشكو فيه قلة الحال، بعد تقاعس الشركة عن تسديد رواتبه لمدة 5 أشهر، مطالباً وزارة التربية، بمحاسبة تلك الشركات. كما طالب المسؤولين بضرورة التدخل.

وكعادتهم لم ينتظر الكويتيون طويلاً، حتى وقفوا وقفة «تسر الخاطر» وتجبر كسر الحارس، ومن دون تنسيق أو ترتيب لفعل الخير، حيث توافدوا أمام المدرسة دعماً له، كونه صاحب حق، وقدموا له مبلغاً يضاهي قيمة راتبه لمدة 5 أشهر.

أما في الجانب الرسمي، فقد تحركت وزارة الداخلية، واستدعت المقيم المصري، للتأكد من صحة المعلومات التي أدلى بها، وفتح محضر تحقيق، واستدعاء صاحب الشركة، حيث تم إخلاء سبيل الحارس، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية كافة، بحضور ممثل عن الهيئة العامة للقوى العاملة، وتم توقيع تعهد بصرف كامل مستحقاته.

وفي السياق، أكدت وزارة التربية، في بيان، «أن الوزارة ممثلة بالقطاع المالي انتهت من صرف كافة المستحقات لكل شركات الأمن والمراسلة المتعاقدة معها حتى نهاية شهر مارس الماضي»، مشيرة إلى أن وزير التربية الدكتور علي المضف، وجه بمتابعة هذا الأمر، لضمان حصول جميع العاملين في هذه الشركات على رواتبهم وفي مواعيدها وفقاً للعقد المبرم بين الوزارة وهذه المؤسسات.

من جهتها، أشارت الهيئة العامة للقوى العاملة، في بيان، إلى التنسيق مع الإدارة العامة لمباحث شؤون الإقامة، والانتقال إلى موقع عمل العامل وأخذ إفادته، وأيضاً أخذ إفادة صاحب العمل، وقام محقق إدارة علاقات العمل باستدعاء مسؤولي الشركة، ومواجهتهم بما ورد في أقوال العامل.

وذكر البيان أن مسؤولي الشركة أوضحوا أن تأخرها في تسليم رواتب العمال لديها يعود إلى تأخر الوزارة في تسديد مستحقات الشركة، وطالبوا بإمهالهم يوماً واحداً من أجل تسليم العامل الشاكي وبقية العمال ممن لم يتسلموا رواتبهم وإنهاء الموضوع.

وأضاف البيان أن الهيئة ستتولى متابعة تنفيذ الشركة بما تعهدت به خلال المدة الممنوحة لها.

وفي النهاية، لابد من الإشارة إلى أنه في كل المجالات السياسية والرياضية والاجتماعية تتعدد آراء الكويتيين ومواقفهم، وتبقى حقيقة واحدة لا غبار عليها، وهي أن حب الكويتيين لعمل الخير ونصرة المظلوم، هما سمة هذا المجتمع.

«أعظم ناس وأحسن ناس»

بعد خروج كمال من تحقيق «الداخلية»، احتفى به عدد من الحاضرين أمام مقر عمله، حيث عبر عن فرحته بالتفاعل الكبير من قبل المواطنين في استرداد حقه، واصفاً إياهم بأنهم «أعظم ناس وأحسن ناس، ومش قادر أعبر عن فرحتي... حسيت إني تولدت النهاردة في الكويت».

تعامل «الداخلية» بكل أدب وأخلاق

أشاد كمال بتعامل «الداخلية» معه، وقال «الحمدلله كان التعامل في كل أدب وأخلاق، وعملوا كل واجب، وماقصروش معانا، وجابوا مدير الشركة، وكله تمام».