ما زال هناك متسع من الوقت لمن لم يخطّط لشهر القرآن، إن الخطة تعني تصوّراً للكيفيات التي ستتم فيها مجموعة من العبادات والطاعات المتناسقة في شهر رمضان.
وهذا التصور ينبغي أن يُسبق برؤية شاملة لواقع شهر الصيام من أحوال وظروف وتحديات داخلية وخارجية، ومتطلبات وأهداف وآمال على الصعيد الروحاني والنفسي والبدني.
إذا كنا نسعى إلى تحقيق انتعاش روحي في شهر الصيام وجب علينا أن نلاحظ آثار ذلك في وضعنا الأخلاقي والتربوي والاجتماعي في التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين، وأن نتلافى بقدر الإمكان الملهيات والمغريات والمشاحنات والخلافات.
وعلينا أن نلاحظ ونحن نقوم بالتخطيط لشهر رمضان آثار أهدافنا الاستراتيجية والقصيرة المدى على توازننا الداخلي والخارجي، وما يتطلّبه شهر الخير من تغيير في ثقافة النفس والتراتيب النمطية في ممارسة العبادات والطاعات، ونراعي أيضا المواءمة بين أنواع النفوس البشرية حتى لا تشعر بالملل والضجر وتنفر من العبادات والطاعات، التي تضاعف فيها الحسنات في شهر الخير والبركات.
إنّ التخطيط هو صلة الوصل بين اليوم والغد، وهو مطلوب في كل أشهر السنة عامة وفي شهر رمضان خاصة، ولن نستطيع القيام باستشراف ناجح لشهر رمضان ما لم نتمكن من رصد واقع هذا الشهر بشكل جيد، وأكبر مشكلة تواجهنا في التخطيط هو ضياع النفس وعدم معرفتها بالمعلومات والأهداف المطلوبة لتحقيق المراد، لا بد من الاهتمام بقضية التخطيط حتى نستطيع أن نضبط بوصلتنا نحو الهدف ونصنع أنفساً قادرة على التوازن بين حظوظ الدنيا والآخرة كما قال الله تعالى: «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ...».
فلا تنسَ نصيبك من الرحمات والنفحات الربانية في شهر البركات والخيرات.
M.alwohaib@gmail.com @mona_alwohaib