دول أوروبية تُسرّع إعادة الفتح

وفيات «كوفيد - 19» تتخطّى 3 ملايين

17 أبريل 2021 07:00 م

تجاوز عدد الوفيات بـ«كوفيد - 19»، أمس، عتبة ثلاثة ملايين في العالم منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في أواخر العام 2019، في وقت يتواصل السباق من أجل التلقيح.

وبعد تباطؤ طفيف في مارس الماضي، عاود عدد الوفيات اليومي الارتفاع من جديد في العالم، مع تسجيل معدل يفوق 12 ألف وفاة في اليوم، الأسبوع الماضي.

وأُحصيت أكثر من 140.6 مليون إصابة في العالم منذ بدء تفشي الوباء، بينها نحو 730 ألفاً في اليوم حالياً، وهو عدد في ارتفاع مستمر أيضاً منذ أواخر فبراير.

وقد لا تعكس هذه الأعداد إلا جزءاً بسيطاً من العدد الإجمالي الفعلي، لأنها تستند إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية.

وسجّلت حملات التلقيح وهي متفاوتة جداً بحسب البلد، على المستوى العالمي حقن نحو 863 مليون جرعة، حتى الجمعة.

وتعاني حملات التلقيح، وهي السلاح الرئيسي لمكافحة الوباء، من نكسات لقاحي «جونسون أند جونسون» و«أسترازينيكا»، وكذلك من زيادة النسخ المتحوّرة الأكثر قدرة على العدوى وتصبح القوة المهيمنة على مسار الوباء.

ونشرت تشيلي، إحدى الدول الأكثر تقدماً في العالم على مستوى التلقيح، دراسة تُظهر أن لقاح «كورونافاك» الصيني أثبت فعالية بنسبة 67 في المئة في الوقاية من أعراض «كوفيد - 19» و80 في المئة في منع الوفاة.

من جانبها، تنوي الإدارة الأميركية استثمار 1.7 مليار دولار لتحسين قدرات تسلسل الفيروس وكشف التغيرات الجينية.

كذلك، تراجع الوباء منذ يناير في الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً في العالم مع 580 ألف وفاة، رغم تسجيل ارتفاع جديد للأعداد في بعض الولايات.

ويسود التردد بين فرض قيود إضافية للجم تفشي الوباء من خلال الحدّ من التواصل البشري، وتخفيف القيود لدعم الاقتصاد وتهدئة موجات الاستياء في صفوف السكان.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الوباء في «نقطة حرجة» بين دول، على غرار إسرائيل، تمكنت من لجم تفشي الوباء بفضل حملات التلقيح الكثيفة، وأخرى مثل الهند تواجه ارتفاعاً حاداً جديداً لأعداد الإصابات والوفيات.

وفي الهند، التي قد تصبح بؤرة الوباء، دخل حيّز التنفيذ، أمس، إغلاق في عطلة نهاية الأسبوع.

واستقطب مهرجان الهندوس الديني «كومبه ميلا» الجاري منذ يناير في شمال الهند، إجمالي 25 مليون شخص من دون كمامات ولا تباعد، بينهم 4.6 مليون خلال يومين الأسبوع الماضي.

وارتفاع عدد الوفيات سريع أيضاً في الهند. وتسجّل الدولة التي تعدّ 1.3 مليار نسمة، أكثر من ألف وفاة يومية، أي أكثر بتسعة أضعاف مما كانت تحصي مطلع مارس، مع ارتفاع مماثل لعدد الإصابات (سجلت الجمعة، أكثر من 217 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ 24 الماضية مقابل 15 ألفاً في مطلع مارس).

في المقابل، ستتمكن الدنمارك بفضل السيطرة على الوضع الوبائي، من تسريع إعادة الفتح بدءاً من 21 أبريل. وسيُسمح باستقبال جمهور في الملاعب الرياضية وزبائن في المطاعم.

ويُفترض أن تبدأ إيطاليا إعادة فتح المطاعم والمدارس اعتباراً من الاثنين 26 أبريل.

في فرنسا، أكد الناطق باسم الحكومة أنه «اعتباراً من منتصف مايو تقريباً سنتمكن من بدء إعادة الفتح»، مذكراً بأن الفتح يعني «بعض الباحات الخارجية وبعض المراكز الثقافية».

ولم تعدّ تسجّل بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا (127.225 وفاة)، سوى نحو 30 وفاة في اليوم، بعد أن بلغ عدد الوفيات ذروته بأكثر من 1200 وفاة في اليوم في أواخر يناير.

وبدءاً من مطلع ديسمبر، أطلقت بريطانيا التي خرجت الاثنين من إغلاق استمرّ أكثر من ثلاثة أشهر، حملة تلقيح مكثّفة سمحت بحقن جرعة واحدة على الأقل لـ60 في المئة من السكان الراشدين.

في البرازيل، أعلنت حكومة ولاية ساو باولو الجمعة إعادة فتح المتاجر والسماح بإقامة الشعائر الدينية بحضور المؤمنين اعتباراً من اليوم، رغم أن عدد الوفيات اليومي لا يزال مرتفعاً.

عدد ضحايا «كورونا»... والفيروسات المميتة الأخرى

تجاوز عدد ضحايا فيروس «كورونا» المستجد عتبة ثلاثة ملايين وفاة، وهو أعلى من حصيلة معظم الأوبئة الفيروسية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين باستثناء «الإنفلونزا الإسبانية» والإيدز. تفوق الحصيلة عدد قتلى الحرب العراقية - الإيرانية، وهي أعلى بألفي مرة من الوفيات جراء غرق سفينة «تيتانيك» وتقارب عدد سكان أرمينيا. خلّف «كوفيد - 19» عدد ضحايا أعلى من أي وباء إنفلونزا خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين. عام 2009، أودت إنفلونزا أ(H1N1) التي تسمى «إنفلونزا الخنازير» رسمياً بحياة 18500 شخص.

لكن راجعت مجلة «ذي لاسنت» الطبيّة الحصيلة لترفعها إلى عدد يراوح بين 151،700 و575،400 وفاة، أي أنّها صارت تقارب حصيلة الإنفلونزا الموسميّة التي يتوفى بسببها بين 290 إلى و650 ألف شخص سنوياً، وفق منظمة الصحة العالمية. خلال القرن العشرين، سجلت جائحة الإنفلونزا انتشاراً واسعاً في عدد الوفيات سببه فيروسان مستجدان، الأولى تسمى «الإنفلونزا الآسيوية» بين 1957 و1958 وتسمى الثانية «إنفلونزا هونغ كونغ» بين 1968 و1970، وقد خلّفت كل منهما نحو مليون ضحيّة وفق إحصاءات لاحقة.

أما الإنفلونزا الكبرى التي تسمى «إسبانية» بين 1918 و1919، فقد أودت بحياة 50 مليون شخص وفق بعض التقديرات. الحصيلة الموقتة لفيروس كورونا أعلى بالفعل من عدد ضحايا إيبولا. منذ عام 1976، أوقع إيبولا نحو 15 ألف ضحيّة في أفريقيا حصراً.

وهذا الفيروس أكثر فتكاً من سارس-كوف-2 (يموت نحو نصف المصابين به، وفق منظمة الصحة)، لكنّه أقلّ عدوى بكثير. أما الأيدز الذي لا يوجد حتى الآن لقاح ضدّه بعد 50 عاماً من ظهوره، فقد أدى إلى وفاة نحو 33 مليون شخص، أي 11 مرة أكثر من «كوفيد - 19» الأحدث بكثير. بفضل تعميم مضادات الفيروسات القهقرية، تراجعت الحصيلة السنوية للإيدز منذ أن بلغت ذروتها عام 2004 (1،7 مليون وفاة). وبلغت الحصيلة عام 2009 نحو 690 ألف وفاة وفق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

أما فيروسا التهاب الكبد من نوعي بي وسي، فيوديان بنحو 1،3 مليون شخص سنوياً غالبيتهم في الدول الفقيرة. أما سلف سارس-كوف-2، أي سارس-كوف-1 الذي سبب وباء سارس (مرض الالتهاب الرئوي الحاد) بين 2002 و2003، فقد خلّف 774 وفاة فقط.

وبلغ عدد ضحايا الجائحة الحالية ثلاثة ملايين، وهو أعلى قليلاً من عدد سكان جامايكا وأرمينيا وواغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو. وهو أعلى بثلاث مرات من حصيلة ضحايا الحرب بين العراق وإيران (1980 - 1988)، وأعلى بألفي مرة من عدد غرقى «تيتانيك» (1500 وفاة).

ويساوي 375 مرة سعة سيمفونية البحار، أكبر سفينة سياحية في العالم قادرة على استضافة ثمانية آلاف راكب. خلال الشهر الماضي، توفي أكثر من 10 آلاف شخص يومياً جراء «كورونا». يعادل ذلك عدد الأطفال الذين يموتون يومياً جراء المجاعة، وفق الأمم المتحدة. وهو أعلى بثلاث مرات من حصيلة الاعتداء على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 في نيويورك.

دبي تتوسّع في حملة التطعيم

نقل المكتب الإعلامي لحكومة دبي عن هيئة الصحة، أمس، أنها ستفتح باب التطعيم من «كوفيد - 19» للمرضعات والمقبلات على الحمل بلقاح «فايزر - بيونتيك».

وكتب المكتب على «تويتر»، إن ذلك «وفقاً لأحدث البروتوكولات الطبية المعمول بها في شأن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 حول العالم».

وأضاف أن هيئة الصحة خفضت الفترة المسموح بها لتطعيم من سبق إصابته بفيروس كورونا المستجد من ثلاثة أشهر إلى 10 أيام، شرط عدم ظهور أية أعراض مرضية عليه حتى لو كانت بشكل خفيف خلال فترة العزل المشار إليها.