كلما كبرت ونضجت وتراكمت التجارب في وعيك، لتشكّل طبقات من الإدراك والخبرات التي تزيدك حكمة، لترفعك نحو الذكاء والنزاهة مقامات ودرجات. حينها يصمت الضجيج الذي في داخلك وتترتّب الفوضى.
تخطو نحو التوقّف عن الاشتياق، والاستيقاظ العاطفي والعقلي والبدني. كأنك تريد التحكّم في نفسك، وكبح جماح الأنانية والاندفاع فيها.
تميل أكثر لأن تقول لا. لأنك تريد السلام النفسي والمزيد من الطمأنينة والأمان. تقرّب المسافات بينك وبينك، وتبتعد أكثر عن الآخرين؛ إنك الآن على مشارف العزلة الإيجابية.
تميل لكنوز الداخل وترفض قشور الخارج. تريد الثبات لا المتغير. الأصيل لا المزيف. الأسرة والدفء الحقيقي لا برودة وتصنّع مواقع التواصل.
تشعر بالامتنان لكل جمال من حولك مهما كان صغيراً. وبساطة مهما كانت عابرة.
تزهد في الثرثرة وصخب المقاهي. لحنان وخصوصية البيت وغرفتك واشيائك التي تعرفك وتعرفها.
لا تكترث لانتقادات الناس القاسية، لمجرد غيرة أو حقد ولا تلتفت إلى كلامهم السلبي. تركّز في عملك، وتجتهد في إبداعك لتترك بصمة وأثراً حسناً في محيطك ومجتمعك.
ها أنت تستمتع بالحوار الجاد. تشارك وتساهم في كل ما يثري داخلك، ويجعلك تعبّر بصدق عن ذاتك.
شيئاً فشيئاً تصبح راضياً عن نفسك. سعيداً بصحبتها. قانعاً بحياتك. وعلاقاتك التي اخترتها بعناية وحرص.
خطواتك وطرقك التي تدرسها جيداً قبل المشي وجني الثمار فيها. حياتك باتت تشبهك حتى لو لم تتناسب كثيراً مع المجتمع والسائد فيه.
فأنت في مرحلة عدم التنازل عن مبادئك التي نشأت عليها. في مرحلة الأنانية الإيجابية واختيار الذات. واستبدال المادي بالمعنوي والحواس بالعقلانيات.
والخسارة من أجل اكتساب عمق البصيرة.
ستحقق أحلامك شيئاً فشيئاً. خطوة... خطوة. ستصل بعد السقوط والنهوض مراراً.
ستكون بخير.