«السوري حسام لوقا لحام بسوق المباركية، قمت ببيع لحم الكلاب لأهل الكويت الحضر منذ 28 عاماً... أنا على فراش الموت سامحوني».
جملة مطوّلة كتبت فوق صورة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي على نحو مضلل، وأخذت طريقها للانتشار.
مهلاً، حسام ليس حساماً... بل ليس سورياً ولا على فراش الموت، إنما إيراني يدعى عبدالنبي، وغادر إلى إيران لقضاء إجازته وهو بصحة جيدة. والصورة المتداولة تعود لتحقيق أجرته «الراي» في 4 سبتمبر 2020 بعنوان «وافدو الـ60 عاماً: ارأفوا بحالنا»، وشارك فيه المقيم الإيراني، مطالباً الهيئة العامة للقوى العاملة بالعدول عن قرار عدم تحويل إقامة أو التجديد لمن بلغ 60 عاماً.
صورة الإيراني عبدالنبي عادت إلى الظهور بعد وقت طويل من تحقيق «الراي»، لكن بطريقة «مفبركة ومزيّفة»، لإثارة البلبلة وتجييش المشاعر.
«الراي» قصدت سوق اللحم، ومن أمام صورة اللحام الإيراني عبدالنبي، قال قريبه علي الذي يعمل أيضاً في السوق «مو صحيح، هذا كلام مفبرك وكذب... الشخص الذي يظهر في الصورة إيراني وليس سورياً وهو حالياً موجود في إيران لقضاء إجازته وأنا على تواصل دائم معه ومع أهله»، لافتاً إلى أن عبدالنبي إنسان طيب ومحترم وصادق ولا يمكن أن يعمل مثل هذه القصص، مستغرباً من نشر مثل هذه الصور.
وسادت حالة من الاستغراب والحزن في سوق اللحم نتيجة تشويه صورة زميلهم، ومحاولة للتأثير على سمعة السوق، طالبين من الجميع تحري الدقة والحقيقة وعدم الانسياق وراء الإشاعات المضللة.
مروجو الأكاذيب استخدموا صورة «الراي» في محاولة لإعطاء انطباع حقيقي لها في خضم انتشار التلاعب بالصور لغايات التضليل، بعد أن أصبح هدف التعديل أو التلاعب بالصورة سهلاً وفي متناول الجميع، إلى جانب كتابة نصوص كاذبة ونشرها في الفضاء الإلكتروني.