عمومية الشركة أقرّت خفض رأسمالها 10 ملايين دينار لعدم الحاجة ستوزّع على المساهمين

«أعيان»... إلى بر الأمان

4 أبريل 2021 10:00 م

- فهد الغانم: الشركة أنجزت هيكلتها مالياً وسدّدت 96 في المئة من مديونياتها
- 6 إلى 8 ملايين دينار الديون المتبقية وجار التنسيق مع الأطراف الدائنة في شأنها
- تحوّلنا للربحية نتيجة خطط مجلس الإدارة وتطبيق الإدارة التنفيذية لها
- حافظنا على حقوق مساهمينا وأسدلنا الستار على خسائر متراكمة أرهقتنا بعض الوقت
- رؤية واضحة وقدرات بشرية قادرة على المضي بـ «أعيان» للطريق الصحيح
- عبدالله الشطي: تسوية المديونية كانت شغلنا الشاغل لكننا لم نغفل متابعة قطاعات الشركة
- قطاع الإجارة عزّز جهوده بالتأجير التشغيلي وأبرم صفقات مع أكبر وكالات السيارات

أقرت الجمعية العامة العادية وغير العادية لشركة أعيان للإجارة والاستثمار أمس، تخفيض رأس المال بنسبة 12.28 في المئة بما يعادل 10 ملايين دينار، لعدم حاجة الشركة لها بالوقت الحالي، وذلك بعد أخذ الموافقات اللازمة من قبل الجهات الرقابية.

وستعمل الشركة على توزيع هذه المبالغ نقداً على المساهمين وفقاً للقيمة الاسمية للسهم، وبما يتفق مع معايير وقواعد الاستحقاقات المتبعة في سوق المال، بحسب المواعيد التي تُحدد من قبل الشركة، الأمر الذي سينخفض معه رأس المال المصرح به والمدفوع إلى 71.4 مليون دينار.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة، فهد علي الغانم، على هامش اجتماع العمومية التي انعقدت بحضور 76 في المئة من المساهمين «بعد سنوات عجاف تخللها بذل جهود مضنية لتنفيذ خطة هيكلة الشركة بالتعاون مع الدائنين، باتت (أعيان) في بر الأمان»، لافتاً إلى الانتهاء من سداد 96 في المئة من ديون الشركة ليصبح إجمالي المطلوبات الحالية 6 إلى 8 ملايين دينار فقط، جارٍ التواصل مع الأطراف الدائنة للانتهاء منها تماماً، لتصبح الشركة بلا ديون متعثرة.

التحول للربحية

وأضاف الغانم أن الشركة كانت تواجه خلال السنوات الماضية خسائر مجمعة تبلغ 45 مليون دينار، إلا أنها تحوّلت إلى الربحية اليوم، وذلك كانعكاس طبيعي للخطط التي يعتمدها مجلس الإدارة وتعمل الإدارة التنفيذية على تطبيقها على أرض الواقع، مشيداً بالتعاون البناء ما بين العاملين في الشركة على مدار الفترة الماضية، والذي أثمر إيجابيات عدة وزاد من متانة «أعيان».

وأكد أنه بعد استيعاب الشركة لتداعيات الأزمة المالية العالمية قبل 13 عاماً، عادت اليوم لتحافظ على حقوق مساهميها وتُسدل الستار على خسائر متراكمة أرهقتها لبعض الوقت، منوهاً إلى أن تعاون البنوك والجهات الدائنة كان له أثره الجيد على مسار هيكلة الشركة.

خطة الهيكلة

وتابع أن «أعيان» ركّزت منذ بداية جائحة «كورونا» على جوانب عديدة، أبرزها خطة الهيكلة المالية، وتنفيذ حكم التمييز الصادر لصالحها، لافتاً إلى أنه لم تكن هناك فرص استثمارية جاذبة أمام الشركة خلال الجائحة، وتحديداً في العام 2020، إلا أنها تحرص حالياً على تحقيق الأرباح المستدامة، واعتماد العوائد الملائمة للمساهمين بمختلف شرائحهم.

وبيّن أن «أعيان» تهتم بتطوير الأصول التي تندرج تحت مظلتها، وبالتالي تحسين العوائد بشكل منتظم، مؤكداً أن الشركة لديها رؤية واضحة وقدرات بشرية تواكب التطلعات، قادرة على تنظيم أعمال الشركة ووضعها على الطريق الصحيح خلال الفترة المقبلة.

عام استثنائي

وقال الغانم إن 2020 كان عاماً استثنائياً بكل المقاييس لـ«أعيان» وشركاتها التابعة، حيث حمل العام الماضي في طياته الكثير من التحديات على جميع الأصعدة، لافتاً إلى أن جائحة «كورونا» ألقت بظلالها على مناحي الحياة كافة، وتأثرت معها جميع القطاعات المالية والاقتصادية، لأسباب عديدة ومختلفة كان أبرزها الاجراءات الاحترازية التي شهدتها الكويت، وما صاحبها من توقف للعديد من الأنشطة التجارية.

وأضاف أن تلك الإجراءات لم تكن بمعزل عما فعلته دول العالم الأخرى، التي اتخذت إجراءات مشابهة، مشيراً إلى أن مجموعة أعيان عملت بكل جهد في ظل الظروف الاستثنائية لتحقيق أهدافها والتعامل مع المتعاملين معها كافة، حرصاً منها على المحافظة على عهدها مع العملاء.

نقطة محورية

وذكر الغانم أن قبول الطعن والتصديق على تعديل خطة السداد ووقف إجراءات التقاضي حتى 2024 الصادر بتاريخ 19 أغسطس 2020 كان بمثابة نقطة تحول محورية، حيث تم التصديق على تعديل خطة سداد المديونية، لافتاً إلى أن الشركة باشرت التواصل مع الدائنين كافة فور صدور الحكم في سبيل إنهاء هذا الملف الذي امتد لسنوات طويلة.

وبيّن أن الشركة تمكنت خلال فترة وجيزة من استكمال تسوية المتبقي من المديونية مع بقية الدائنين، ما ترتب عليه تسوية الغالبية العُظمى من مديونياتهم حتى الآن، فيما أفاد بأن العمل لا يزال جارياً لاستكمال تسوية ما تبقى من مديونية بسيطة مقارنة بما سبق.

تحقيق الأهداف

وعلى صعيد متصل، أفاد الرئيس التنفيذي للشركة عبدالله الشطي بأن «أعيان» عملت خلال العام الماضي على تحقيق الأهداف والتطلعات التي تم رسمها بالتعاون مع مجلس الإدارة، بما يعود بالاستفادة القصوى لجميع مساهمي الشركة.

وبيّن أن تسوية مديونية الشركة كانت الشغل الشاغل والهدف الرئيسي في سلم أولويات الإدارة التنفيذية، منوهاً إلى أن ذلك لا يعني إغفال متابعة قطاعات الشركة لتحقيق الأهداف المرصودة، بل العكس تماماً، حيث جرى العمل على تحسين أداء الأصول التشغيلية كافة التي تقع تحت مظلة «أعيان»، ومتابعتها بشكل مكثف، إذ إنها بمثابة أساس لتحقيق ما تصبو إليه الشركة في المرحلة المقبلة من توسعات وتطلعات.

قطاعات تشغيلية

وأوضح الشطي أن قطاع الاجارة لدى الشركة حقق خلال العام الماضي معدلات أداء جيدة، رغم ظروف «كورونا»، منوهاً إلى أن الإيرادات التشغيلية انخفضت بنسبة 15 في المئة لتصل إلى 30.3 مليون دينار مقارنة بـ35.6 مليون للعام 2019.

ولفت إلى حرص المجموعة على إنجاز الاستراتيجية الجديدة لشركة أعيان الكويت للسيارات، والتي تسعى من خلالها نحو الريادة بالقطاع، ومن ثم تنويع المنتجات مع التركيز على تحقيق الاستدامة من خلال ركائز أساسية أهمها الامتياز والريادة في خدمة العميل.

وأكد الشطي أن إدارة قطاع الإجارة (أعيان الإجارة القابضة) عزّزت من جهودها المبذولة في عمليات التأجير التشغيلي، وأبرمت عدداً من الصفقات مع عدد من أهم وأكبر وكالات السيارات بغرض التنويع، فيما حرصت «أعيان» أيضاً على تنمية أعمال إدارة الأصول من خلال إستراتيجية تلبي متطلبات العملاء، حيث اهتمت بالاستجابة لطلبات الاسترداد التي قابلها صندوق عوائد العقاري على سبيل المثال خلال الجائحة.

إدارة الاستثمار

وعن إدارة الاستثمار، أشار الشطي إلى أنها تمثل جزءاً رئيسياً من إجمالي أصول «أعيان»، حيث تستمر الشركات التابعة والزميلة والتي تستحوذ الشركة فيها على حصص إستراتيجية، في لعب دور مهم بأداء الشركة من حيث الربحية والتدفقات النقدية.

وأوضح أن «أعيان للاجارة والاستثمار» استمرت في الامتثال لتطبيق المتطلبات الرقابية ووضع نظم الرقابة الداخلية الفعالة والفاعلة، فيما تقوم بإعداد التقارير اللازمة للوفاء بجميع المعايير والقواعد المرتبطة بتطبيق معايير الحوكمة، آخذة بعين الاعتبار الملاحظات والتعليمات الصادرة عن هيئة أسواق المال في شأن الحوكمة وغيرها.

وكانت عمومية الشركة العادية قد أقرت تقريري مجلس الإدارة مراقبي الحسابات والرقابة الشرعية، فيما اعتمدت توصيات بعدم توزيع أرباح عن السنة المالية الماضية، في حين أقرت العمومية غير العادية تخفيضاً برأس المال لعدم الحاجة له في الوقت الحالي.

صفحة جديدة بمركز مالي قوي وسياسة متزنة

أكد الغانم أن «أعيان» عزّزت من مركزها المالي وغطّت الخسائر المرحلة والمتراكمة على مدى سنوات مضت، مضيفاً «بذلك تكون الشركة قد طوت حقبة صعبة من تاريخها امتدت لسنوات، التزمت خلالها بخطة إعادة الهيكلة واضطرت خلالها للتخارج من العديد من الأصول التابعة، في سبيل تجاوز تحديات المرحلة السابقة والمحافظة على مكانة الشركة».

وبيّن أن «أعيان» تفتح صفحة جديدة بمركز مالي قوي وسياسة مالية متزنة تحدد إستراتيجيتها خلال المرحلة المقبلة، لتقدم بذلك نموذجاً ناجحاً في تجاوز الأزمات، ولتمضي قدماً نحو نجاحات مستقبلية جديدة لمساهميها.

حزمة إجراءات للتعامل مع «كورونا»

حول الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها «أعيان» في ظل «كورونا»، قال الشطي «تصاعدت وتيرة الإجراءات المتخذة لتعكس الإجراءات الاحترازية المتغيرة التي تقرها الجهات المسؤولة في الدولة»، مشيراً إلى أن أبرز الإجراءات المتخذة من قبل «أعيان» تمثلت في:

- تفعيل نظام العمل عن بعد لتسيير أعمال الشركة، بما يضمن المحافظة على البيانات والمعلومات الخاصة بها.

- المساهمة في دعم الجهود المبذولة من قبل الدولة والحفاظ على توازن المنظومة الاقتصادية، وذلك من خلال التنازل عن بعض المبالغ الايجارية في بعض العقارات الاستثمارية التابعة للشركة، الأمر الذي انعكس إيجابياً على العلاقة ما بينها وبين العملاء.

- استخدام وسائل التواصل الحديثة المتاحة كافة لعقد الاجتماعات الداخلية والخارجية.

- العمل على تحديث دليل خطط الطوارئ ومتابعة استمرارية الأعمال ليعكس ما تم اتخاذه من إجراءات، وليواكب الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأوبئة وتعطيل جهات الدولة المختلفة.

- إعداد دراسة مالية للتأكد من الأثر المالي والمخاطر المتوقعة على مستوى التدفقات النقدية والربحية الخاصة بالشركة، بناءً على التوقف الاضطراري الذي حدث لبعض استثمارات الشركة، وذلك على المستوى القصير والمتوسط والطويل.