صدر كتاب جديد بعنوان «لكل زمان نهضة وإنسان – مريم عبدالملك الصالح المبيض أول معلّمة في تاريخ الكويت»، يلقي الضوء على حياة مريم الصالح ومسيرتها التربوية الزاخرة بالعطاء والمعرفة باعتبارها أحد النماذج الإنسانية والوطنية والتربوية والثقافية في دولة الكويت.
الكتاب من تأليف الباحثة والمؤرخة المختصة في شؤون المرأة الكويتية، عضو رابطة الأدباء الكويتية أبرار أحمد ملك، ويتألف من ثمانية أبواب تناولت العديد من الموضوعات المهمة في حياة مريم عبدالملك المبيض، ومن أبرزها مقدمة عن السيرة الذاتية لمريم المبيض وعملها في وزارة التربية، ومؤلفاتها التربوية إلى جانب مطالباتها الدائمة بمنح المرأة الكويتية حقوقها السياسية.
ويتميّز الكتاب في كونه يضم بين دفتيه حياة ومسيرة أول معلمة في تاريخ دولة الكويت، تلك الطالبة التي هُيئت من قِبل والديها خصوصاً والدها من خلال تعليمه وتثقيفه لها، ووالدتها التي اصطحبتها للدراسة لدى المطوعة والملاية، ومن ثم الذهاب بها لمواصلة مشوارها التعليمي في المدرسة، لكي يأخذها القدر إلى ما هو أكبر مما جاءت إليه لتدرس وليس لتتعلم، كي تكلف بمسؤولية كبيرة وهي المساهمة في إعداد جيل الغد ليخرجن مشاركات في الحياة العملية وخدمة وطنهن.
ويتضمن الكتاب سيرة مريم الصالح التي ولدت في الكويت أكتوبر 1926، وهي الرابعة بين أشقائها الأحد عشر، وكانت متزوجة ولها من الأبناء ستة، ثلاث بنات وثلاثة أولاد، وتلقت تعليمها لدى المطوعة والملاية ثم نالت شهادة دبلوم التربية النسوية عام 1945.
وذكر الكتاب، أن مريم عبدالملك الصالح تعتبر من أعلام النهضة التعليمية في دولة الكويت كأول معلمة منذ عام 1937 وحتى عام 1946 الذي أصبحت في ناظرة لمدرسة الزهراء حتى عام 1951 لتعود مجدداً للتدريس منذ عام 1952 حتى عام 1961 إذ عملت لمدة خمسة وعشرين عاماً بمهنة التدريس، وخمسة عشر عاماً عملت في وزارة التربية فكان عملها في المجال التربوي 40 عاماً.
وتناول الكتاب حياة مريم الصالح، وأسرتها بدءاً من جدها لوالدتها الغيص عبدالعزيز المنيع، وجدها لوالدها الشيخ صالح المبيض أحد علماء الزبير المعروفين، فهو شيخ علم واشتهر بالنزاهة في الحكم والتبحر بأحكام الشريعة بالإضافة إلى والدها عبدالملك الصالح المبيض، فهي ابنة لعائلة علم وثقافة وتربية.
وأشار الكتاب إلى قصة حياة مريم عبدالملك الصالح منذ ولادتها في فريج السبت حتى ذكريات الطفولة وكيف أثرت جدتها في شخصيتها وهي المطوعة حصة عبدالرحمن الحنيف، ودراستها لدى المطوعة والملاية.
وبين تفاصيل لحظة ظهور أول معلمة كويتية، تلك الوظيفة التي لم تتوقع أن تلتحق بها يوماً وماذا في هذه المرحلة العمرية، كانت تلك الوظيفة التي اتجهت إليها من أجل أن تواصل مشوارها التعليمي برفقة صديقاتها وهي فرحة ليحدث معها ما لم تتوقع وتسير باتجاه آخر يختلف عن الاتجاه الذي كانت تمضي فيه، حيث عملت معلمة فكانت أول معلمة كويتية في تاريخ الكويت، وقامت بعملية التدريس وهي ابنة الحادية عشرة سنة، فهي من مواليد عام 1926، وقامت بالتدريس بعام 1937 في المدرسة الوسطى الأولى، بالقرب من المدرسة المباركية.
في العمل في مجال التدريس زاملت العديد من المدرسات الكويتيات اللاتي جئن بعدها بينهن أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) ونورة وموزة راشد السيف وسبيكة ناصر المقهوي وغيرهن، كما قامت الدولة بإطلاق اسمها على إحدى مدارسها الكائنة في منطقة الخالدية السكنية.
قالوا عن شخصيتها
في فصل «كلمات محفورة في قلب وذاكرة الوطن» تم تسليط الضوء على الجانب الآخر من شخصيتها من خلال حديث أهل الكويت من الأصدقاء وزملاء الدراسة وزملاء المهنة... فقالت عنها الشيخة الدكتورة سعادة الصباح «معركة حاسمة قادتها تلك المعلمة النبيلة بكل ما أعطتنا من فيض علمها وفيض كرمها وظلها الظليل، أعتبرها برجا من أبراج الكويت من أهم حوافز نجاحي في الأمومة وفي فصول الدرس».
وقالت عنها الشيخة فادية السعد «الفعالية التي ننشدها لمدرستنا والتي ساهمت في بلورتها المربية الفاضلة مريم عبدالملك الصالح، ينبغي أن تقاس بشكل جوهري بمدى استجابتها للحاجيات الأساسية للشباب والشابات وباعتبارهم القوة المحركة للمجتمعات». وقال عنها الباحث صالح المسباح «حملة راية العلم والتعليم في المسيرة التعليمية في الكويت، الأوطان تعتز برجالها ونسائها الذين قدّموا لها الخدمات الجليلة وعلى رأسهم المربون الأفاضل».