ابن الجهراء وشاعرها يترجّل بعد مسيرة حافلة بالعطاءات

مطلق نهار المطيري... علامة فارقة في تاريخ الشعر الشعبي الكويتي

3 يناير 2021 10:00 م

رغم رحيله الذي - أدخل في قلوب محبي الشعر الشعبي الكثير من الحزن - سيظل الشاعر الراحل مطلق نهار المطيري، رحمه الله، علامة فارقة في تاريخ الشعر الشعبي الكويتي، بفضل ما قدمه طوال مسيرته المديدة من قصائد شعبية مفعمة بالحيوية والقدرة على التعبير عن مضامين وجدانية وعاطفية ووطنية كثيرة، تلك التي جدّد في نسيجها، بمفردات محلية متّسقة مع تجاربه الشعرية متعددة الاتجهات، ومتناسبة مع الوجدان الكويتي العام، لذا فقد حظيت أعماله باستحسان محبيه وشهرتها على مستويات عدة.

ابن الجهراء وشاعرها حرص على أن تكون لغته الشعرية مأخوذة جملة وتفصيلاً من الواقع المعاش، ومتوازية مع الحياة بكل أحوالها وحالاتها، ومن ثم مزجها بروحه الشاعرية التي تنضح بالحلم والخيال. فهو أحد الشعراء البارزين في فنون العرضة والسامري، وصاحب القصيدة المشهورة «يا حسين أنا عيني سهيرة» والتي يقول فيها:

يا حسين أنا عيني سهيرة ما تذوق المنام

يا من يلوم العين بأحباب لها غايبين

وأظن من مثلي سهر يابو علي ما يلام

على غزال راح قفوا به هله كاشتين

امشي وادور خيمته يا حسين بين الخيام

محدٍ ذكرهم لي ولا أدري وين هم نازلين

وهي من أشهر القصائد التي كتبها في فن المجيلسي، ووجهها إلى صديقه حسين الجنوبي المطيري، الذي سبقه في رئاسة فرقة الجهراء للفنون الشعبية، ومن ثم زادت شهرتها حين غناها المطرب الراحل عمر الراجحي في السبعينات، وبالتالي تداولها في الأعراس، وقد غنتها المطربة الراحلة رابحة والمطربة فطومة وغيرهما.

مطلق نهار المطيري من مواليد الجهراء، عام 1930 تقريباً، وقد ترأس فرقة (القصر الأحمر)، وهي فرقة الجهراء الشعبية، والتي قدمت العرضة، والسامري والمجيلسي، والفريسني، والأصوات، والبستات. وفي الكتاب الذي أعده وألّفه الباحث فرج سلمان فرج الخير الله ديوان، بعنوان «ابن الجهراء الشاعر مطلق نهار المطيري»، سنجد إبحاراً أدبياً شاملاً مع تجربة الشاعر مطلق نهار المطيري، رحمه الله، مع الشعر الشعبي، في الأغراض الوطنية والاجتماعية والغزل، والمناسبات الرياضية، والقصائد الغنائية والمحاورات الشعرية، وقصائد يصف فيها الطبيعة مثل هطول الأمطار والربيع، والخيام والعشب الأخضر والفقع. ويقول في إحدى قصائده:

طاح المطر وأخضرت الأرض بالعشب

لا والله إلا حان وقت الكواشيت

تلقى الخيام أشكال، والطَّنب بالطَّنبْ

متقاصرين من عقب حكرة البيت

والفقع من كثره تشوفه على الدرب

وبالليل من كبره تشوفه على الليت

شوف الخباري ينعش العين والقلب

وعساك خضره دايم الدوم يا كويت

في عهد أمير كويتنا قايد الشعب

الله يعِزَّه طيب الفال والصيت

رحم الله شاعرنا الذي أثرى الساحة الشعرية الكويتية والخليجية، بقصائد ستظل خالدة، تحكي سيرة شاعر حرص منذ بدايته على أن تكون للقصيدة الكويتية الشعبية مكانتها المرموقة على مستوى الساحة الشعرية الخليجية.