بالأمس انتهى عزاء الدكتور شهاب أحمد الشهاب، الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي. عرفته منذ ستة وخمسين عاماً، واستمرت علاقة الإخوة بيننا إلى أن كتب الله الفراق.
حين أكتب عن (أبو أحمد) رحمه الله أشعر - ربما للمرة الأولى - أن قلمي يبخس الرجل حقه مهما بالغ فيه، مثل هذا الإنسان لا ينتهي عزاؤه بالأيام، سيبقى عزاؤه في نفوس محبيه، وما أكثرهم، ستبقى في نفوسهم ذكراه وأثره، إنه رجل لا تطوي الأيام أفعاله.
كان، رحمه الله، رجلاً بألف عنوان، كرمٌ وصدقٌ وأمانةٌ واجتهادٌ وإخلاص، عناوينه لا تُحصى بمقال، وكل من عرفه عرف فيه باباً للخير والقيم، أما لمن لم يعرفه فيكفيهم خسارة أنهم حُرموا مثل هذه المعرفة.
هذا هو، باختصار شديد، أبو أحمد رحمه الله، تحمّل في غزو الكويت مسؤولية مرضى الحميات فلم يدعهم لحاجة أبداً، وتحمّل سنوات مرضه العضال بصبر جميل، وحين أذن الله له بالرحيل رحل تاركاً تاريخاً من الإخلاص في العمل ونشر المحبة والوفاء للأهل والأصدقاء، ترك قيماً بذرها أينما حلّ وحيثما سكن.
وسيبقى أثرها في نفوس كل من عرفه.
كان خُلُقه دينه القويم وقدوته نبيه المصطفى، ومن كانت تلك صفاته فلا خوفٌ عليه بإذن الله.
أيها الإنسان الذي سيبقى بيننا، السلام عليكم.