«المفوضية» أعلنت توصلهما إلى صفقة تجارية عادلة ومتوازنة وسديدة

بريطانيا وأوروبا تتفقان... بداية جديدة لصداقة طويلة الأجل

24 ديسمبر 2020 10:00 م

- جونسون للأوروبيين: سنكون أصدقاءكم وحلفاءكم وأول سوق لكم
- ميركل: صفقة الخروج بين التكتل ولندن نتيجة جيدة وألمانيا تراجعها الإثنين
- دير لاين: اتفاق يستحق الصراع من أجله ويتوافق مع مصالح بريطانيا
- روس: علاقة تجارية قوية للندن مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم

أبرمت بريطانيا اتفاق تجارة مع الاتحاد الأوروبي لما بعد خروجها منه، قبل 7 أيام فقط على موعد انسحابها من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم، وفي أهم تحول عالمي لها منذ ضياع الإمبراطورية.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، التوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد «بريكست» مع الاتحاد الأوروبي.

ونشر جونسون الذي حقق فوزاً كاسحاً في انتخابات العام الماضي جرّاء تعهّده «إنجاز بريكست» صورة له وهو يحتفل على «تويتر»، في حين قال للأوروبيين، خلال مؤتمر صحافي «سنكون أصدقاءكم وحلفاءكم وأول سوق لكم».

وأكد جونسون أن اتفاق مرحلة ما بعد «بريكست» سيصب في مصلحة الطرفين على ضفتي المانش، مشدداً على أن «هذا اتفاق جيد لكل أوروبا ولأصدقائنا وشركائنا كذلك».

من ناحيته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إن وحدة وحزم الاتحاد الأوروبي أثمرا بعد الإعلان عن اتفاق «بريكست».

كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن اتفاق التجارة الذي أبرمته بريطانيا والاتحاد الأوروبي عادل ومتوازن وسديد ويستحق المحاربة من أجله.

ولفتت إلى أن المفاوضات بين بروكسل ولندن كانت صعبة جداً، ولكن الاتفاق المبرم يستحق الصراع من أجله، مشيرة إلى أنه يتوافق مع مصالح بريطانيا، وسيضع أرضية راسخة لبداية جديدة مع صديق طويل الأمد. وتابعت «سنطوي صفقة (بريكست) في نهاية المطاف وستستمر أوروبا في المضي قدماً».بدورها، أفادت وزيرة التجارة الدولية في بريطانيا، ليز تروس، بأن الاتفاق سيؤدي إلى علاقة تجارية قوية مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.

وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها واثقة من أن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تم التوصل إليها بين التكتل ولندن كانت نتيجة جيدة، متابعة «سنكون قادرين بسرعة على تحديد ما إذا كانت ألمانيا ستدعم نتيجة المفاوضات، وأن حكومتها ستجتمع الإثنين المقبل لمراجعة الاتفاقية».

من جهة ثانية، قال مصدر في رئاسة الوزراء البريطاني «أُبرم الاتفاق... استعدنا السيطرة على أموالنا وحدودنا وقوانينا وتجارتنا ومياه الصيد».

وأضاف «يعتبر الاتفاق بمثابة نبأ رائع للأسر والشركات في شتى أرجاء المملكة المتحدة، لقد وقعنا أول اتفاق تجارة حرة يُبرم مع الاتحاد الأوروبي دون أي رسوم أو حصص».

وتابع «أنجزنا هذا الاتفاق العظيم للمملكة المتحدة بأسرها في زمن قياسي، وفي ظل ظروف صعبة للغاية، وهو اتفاق يحمي تكامل سوقنا الداخلية وموقع إيرلندا الشمالية فيها».

وأفاد المصدر بأن الاتفاق يضمن خروج بريطانيا من فلك الاتحاد الأوروبي وألا تكون ملزمة بقواعده، لافتاً إلى أنه لا دور لمحكمة العدل الأوروبية، وأن جميع الخطوط الحمراء بما يتعلق باستعادة السيادة تحققت.ونوه إلى أن الاتفاق يغطي تجارة بلغت قيمتها 668 مليار جنيه إسترليني (909 مليارات دولار) في 2019.ويجب على كل من البرلمانين البريطاني والأوروبي إجراء التصويت على الاتفاق، إذ ذكر البرلمان الأوروبي أنه سيبدأ تقييمه العام المقبل، فيما أكد المجلس الأوروبي أنه سيراجعه مع البرلمان قبل الموافقة النهائية عليه.

غير مسبوقة... ومعقّدة

قال كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، إن صفقة «بريكست» غير مسبوقة ومعقدة للغاية، مشيراً إلى إجراءات قوية ضد أي طرف لا يلتزم بالاتفاق.

وكشف مصدر حكومي فرنسي أن البريطانيين قدموا تنازلات هائلة في المفاوضات لمرحلة ما بعد «بريكست» في نقاط مهمة ترتبط بالصيد البحري، وهو الملف الأخير الذي عطل المفاوضات.

كما قال مصدر ديبلوماسي: «لقد تحركت الأمور في الجانب البريطاني، لكن الشيطان كان يكمن في تفاصيل النصوص»، في حين أفاد دبلوماسي ثان بأنه «ما زالت هناك صعوبات». على صعيد متصل، حافظ الجنيه الإسترليني على مكاسبه أمس، ليظل قرب أعلى مستوياته في عامين ونصف العام، بعد إعلان التوصل إلى اتفاق. وارتفع الإسترليني 0.8 في المئة بعد تأكيد الاتفاق ليصل إلى 1.361 دولار، وهو أقل قليلاً من مستويات الذروة المسجلة في مايو 2018.