لم يخطر في بال نجم وقائد فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، يوماً أن يحطّم الأرقام القياسية، منذ أن بدأ ينشر سحره في الملاعب، ويطرب عشاق «الساحرة المستديرة».
لكن «البرغوث» أبى إلّا أن يكتب المجد مع النادي الكاتالوني، حيث أمضى ليلة تاريخية لا تنسى، شهدت تسجيله هدفه الـ644 مع برشلونة عبر توقيعه على الهدف الثالث في فوز فريقه على بلد الوليد بثلاثية نظيفة، في الجولة 15 من الدوري، ليحطّم الرقم القياسي الذي كان بحوزة «الملك» البرازيلي بيليه لعدد الأهداف مع نادٍ واحد، وهو سانتوس، ويتجاوزه بفارق هدف واحد.
وبعد إنجازه «الأسطوري»، قال ميسي عبر حسابه الرسمي على أحد المواقع: «عندما بدأت لعب كرة القدم، لم أفكر مطلقاً أنني سأحطم أي رقم قياسي، ناهيك عن أن الرقم الذي تجاوزته كان لبيليه».
وأضاف: «لا يسعني إلّا أن أشكر كل من ساعدني خلال هذه السنوات، زملائي، عائلتي وأصدقائي وكل من يدعمني كل يوم».
لقد احتاج ميسي (33 عاماً)، الى 749 مباراة خاضها في 17 موسماً، ليخلف النجم السابق بيليه على عرش الهدّاف في نادٍ واحد، علما أنّ هدفه الأول مع برشلونة دوّنه في 2005 في مرمى ألباسيتي، فيما حقّق «الأسطورة» البرازيلي إنجازه (643 هدفاً) بعد 19 موسماً و665 مباراة رسمية مع سانتوس، بين 1956 و1974.
وتعليقاً على الإنجاز، كتب النجم السابق، الإنكليزي غاري لينيكر، على أحد المواقع، قائلاً:
«لتحطيم الرقم القياسي لميسي مع 644 هدفاً، يتعيّن على أحدهم أن يسجل 43 هدفاً على مدى 15 عاماً توالياً... ومع نادٍ واحد»، وأضاف أن «هذا الرقم لن يستطيع أحد تحطيمه، لا أحد».
ويأتي تحطيم الرقم القياسي لبيليه (80 عاماً)، في موسم «جفاف» بالنسبة لميسي، على صعيد الألقاب الجماعية، حيث خرج برشلونة بخفي حنين من المسابقات كافة، فضلاً عن فقدانه جائزة أفضل لاعب في العالم للعام 2020 التي يمنحها الاتحاد الدولي (فيفا)، وذهبت الى نجم وهدّاف بايرن ميونيخ الألماني، البولندي روبرت ليفاندوفسكي، بيد انه ظفر بجائزة الـ«بيتشيتشي»، التي تمنحها مجلة «ماركا» لهدّاف الموسم في «لاليغا» للمرة السابعة في تاريخه (رقم قياسي).
كما يعتبر الرقم الجديد تعويضاً معنوياً للنجم الأرجنتيني، بعد موسم مخيّب وبداية آخر مضطرب، شهد نتائج متذبذبة، حيث تجرّع الفريق 4 هزائم في الدوري، كما بدا ميسي يلعب «من دون نفس» بعدما فجّر في أغسطس الماضي «قنبلة»، عندما قال إنه يريد تطبيق بند في عقده يسمح له بالمغادرة في صفقة انتقال حرّ، لكن برشلونة رفض، قائلاً إنه يجب عليه دفع قيمة الشرط الجزائي 700 مليون يورو إذا أراد الرحيل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ميسي إن الحادث تسبب له بـ«وقت سيئ للغاية في الصيف»، لكن يبدو أنه تجاوز تلك الفترة الصعبة وظهر في فورمة رائعة ضد بلد الوليد، وقدم أفضل مستوى له هذا الموسم، ما ألهم برشلونة وساعده على الفوز.
وربما يظن البعض أن هدف ميسي «المارادوني» في مرمى خيتافي في الموسم 2006-2007 ضمن كأس إسبانيا، هو الأفضل في مسيرته، حيث أعاد التذكير بالهدف الثاني لمواطنه «الأسطورة» الراحل دييغو مارادونا في مرمى إنكلترا ضمن ربع نهائي مونديال المكسيك 1986.
لكن الـ«بولغا» وفي مقابلة مع راديو «آر أي سي 1»، العام الماضي، كان له رأي آخر، وقال إن هدفه برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا العام 2009 ضد مانشستر يونايتد الإنكليزي، والتي انتهت بفوز الـ«بلوغرانا» بهدفين نظيفين، هو الأفضل في مسيرته.
قد يكون وقع اختيار ميسي على هذا الهدف نظراً لقيمته وليس لجماله، حيث ساهم بمنح فريقه اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه.
عموماً، يُشكّل تخطّي بيليه مناسبة سعيدة للنجم الأرجنتيني في عام مضطرب فرضه تفشّي فيروس «كورونا»، وربما يكون بداية مرحلة جديدة مع النادي، علماً ان عقد ميسي ينتهي في ختام الموسم الراهن، ويمكنه بدء المفاوصات مع أندية أخرى اعتبارا من يناير المقبل.
لكن هذه الخطوة مرتبطة بنتائج انتخابات مجلس الإدارة في برشلونة المقرّرة في 24 يناير المقبل، ومَنْ سيمسك بزمام القرار في النادي.
1 - الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) 644 هدفاً.
2 - البرازيلي بيليه (سانتوس) 643 هدفاً.
3 - الألماني غيرد مولر (بايرن ميونيخ) 570 هدفاً.
4 - البرتغالي فرناندو بيروتيو (سبورتينغ لشبونة) 569 هدفاً.
5 - النمسوي جوزيف بيكان (سلافيا براغ التشيكي) 542 هدفاً.