مع إطلاق منصة «واتساب» خدمة المدفوعات، وإرسال الأموال وتلقيها من خلالها، برزت إلى الإذهان تساؤلات عديدة حول إمكانية طرح هذه الخدمة في الكويت على المدى القريب، لا سيما في ظل التوجه الكبير نحو اعتماد المدفوعات غير التلامسية، في إطار مواكبة التقنيات واعتماد التكنولوجيا المالية على جميع الصعد.
من حيث المبدأ، سيساعد إطلاق هذه الخدمة محلياً، في دفع عملية التحول الرقمي الذي تشهده الكويت، والذي تعزّزت أهميته في الفترة الأخيرة، في ظل انتشار فيروس «كورونا» والاعتماد الكبير على تنفيذ عمليات الشراء «أونلاين» ودفع ثمنها رقمياً.
ويُجمع مسؤولون وخبراء في قطاع التكنولوجيا والخدمات المالية فــــي الكويت، على أن إطلاق الخدمة في السوق المحلي يحــــتاج إلى موافـــقة وإشراف الجهات الرقمية على أكثر من صعيد، من ناحية قطاعي الاتصالات والمصارف، لحماية العملاء من أي عملية احتيال قد يتعــــرّض لها العــــملاء، ويأتي على رأس هذه الجهات الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات وبنك الكويت المركزي، وغيرهما.
ورأوا في تصريحات لـ«الراي» أن إطلاق هذه الخدمة محلياً، يحتاج أيضاً إلى تطوير الشركات والبنوك المحلية لبنيتها التحتية الرقمية وأنظمتها الإلكترونية، بما يتيح لها تلبية متطلبات جميع العملاء، وعلى رأسهم الشباب الذين يعدّون الفئة الأكثر استخداماً للتكنولوجيا المالية اليوم، مع وضع معايير وشروط تحدد سبل استخدام «الدفع عبر الواتساب» بأطرها القانونية بعيداً عن أي شبهات.
نجاح متوقع
من ناحيته، أشار الرئيس التنفيذي في شركة «FinFirst Capital» للتكنولوجيا المالية، عباس حجازي، إلى أن خدمة «الدفع عبر واتساب» ستحظى بنجاح كبير محلياً وخارجياً، لأسباب عدة من بينها سهولة الاستخدام والخدمة، لافتاً إلى أنها ستفتح السوق أمام الحصول على مدفوعات من خارج القطاع المصرفي، وإجراء معاملات مالية بسرعة أكبر بين الأفراد في مكان جغرافي واحد أو في أماكن مختلفة.
ورجح حجازي أن تحظى الخدمة بإقبال كبير من قبل المجتمع الرقمي الذي يتألف من الأفراد، وخصوصاً الشباب، كونهم الأكثر استخداماً واطلاعاً على التطورات التكنولوجية التي يعيشها العالم على كل المستويات اليوم.
وبيّن أن الخدمة تعد آمنة كونها تدار من قبل «واتساب»، وأن الخوف يكمن من عمليات غسل الأموال والتحويلات بين الأفراد الذين تدور حولهم شبهات قانونية أو أمنية أو مالية أو سياسية، منوهاً إلى أن كل عمليات الدفع حول العالم تتم عبر النظام البنكي للتأكد من قانونيتها والتزامها بالتعليمات الرقابية في هذا الشأن.
الدفع الرقمي
من جهته، قال المسؤول في شركة «زاجل للاتصالات»، صالح النعمان، إن السوق جاهز لاستقبال خدمة «الدفع عبر واتساب» في الفترة المقبلة، مبيناً أن هذا الأمر يأتي في ظل الإقبال الكبير على خدمات الدفع الرقمي من قبل جميع فئات المجتمع.
وبيّن أن السوق الكويتي يعتبر من الأعلى استخداماً للتطبيقات الذكية، وشراءً عبر الإنترنت، الأمر الذي يعزز نجاح أي خدمة جديدة.
وأكد أن «واتساب» يعتبر مصدراً موثوقاً للعملاء، ومن هنا فإن توفير خدمة الدفع عبر التطبيق لقاء شراء المنتجات عبره ستحظى بقبول كبير، خصوصاً وأن التطبيق مملوك من قبل «فيسبوك».
وأفاد النعمان بأن «كورونا» دفعت إلى ابتكار العديد من خدمات الدفع الرقمي، ما دفع الشركات العالمية لطرح هذه الخدمة بالتعاون مع الشركات المحلية.
تأخر الخدمةوتوفيرها عبر طرف ثالث
أفاد حجازي بأن التأخر في طرح الخدمة في السوق الكويتي، قد يكون في ظل حرص «المركزي» على الحفاظ على الحصة السوقية للبنوك المحلية بالمدفوعات، وبهدف وضع اشتراطات عديدة للحفاظ على أمن العمليات التي تتم عبر الجهاز المصرفي في الدولة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن طرح الخدمة سيخدم الأهداف التنموية ضمن إطار رؤية 2035 التي تهدف لجعل الكويت مركزاً مالياً واقتصادياً وتجارياً إقليمياً وعالمياً.
أما المتخصص في وسائل التواصل، مهدي عجاج، فاستبعد إطلاق خدمة الدفع عبر «واتساب» مباشرة وخلال فترة قريبة محلياً، بسبب الاشتراطات التي قد يضعها «المركزي»، ورقابته الصارمة على جميع الخدمات المالية.وأشار عجاج إلى إمكانية توفير الخدمة عن طريق طرف ثالث في السوق الكويتي، أسوة بخدمات أخرى مشابهة مثل «Paypal» التي تستخدمها شركات عقارية ومبيعات التجزئة.