رأي قلمي

لا تثبت ولا تستمر..!

12 ديسمبر 2020 10:00 م

كل إنسان يولد في مجتمع وينتسب إلى وطن قد تبلورت هويته، ولكن هل تلك الهُويَّة ثابتة ومستمرة استمراراً سرمدياً؟.

قبل الإجابة عن أي تساؤل يخص الهوية لابد من معرفة ما الهُويَّة؟ وهل هي من تدفع الفرد إلى الولاء والانتماء للوطن؟

الهُويَّة هي حقيقة الشيء المطلقة، والتي تشتمل على صفاته الجوهرية التي تميّزه عن غيره، وعلى هذا فلكل واحد منّا هُويَّته الشخصية، أي الصفات الجسمية والعقلية والروحية التي تميّزه عن غيره، ولكل مجتمع كذلك هويته الخاصة التي تميّزه عن غيره من المجتمعات، ومن يتحدث عن هُوية شعب أو مجتمع أو قطر من الأقطار، فإنما يتحدث عن هُويّته الثقافية، والتي تعني ذلك القدر الجوهري والمشترك من الخصائص والسمات الاجتماعية والنفسية والتاريخية، وإن مجموع هذه السمات والخصائص، يعبر عن كيان ينصهر فيه أفراد يشعرون بالتشابه بسبب تلك السمات والخصائص.

الهُويَّة لا تثبت ولا تستمر، هناك شعوب اعتمدت الإنكليزية لغة رسمية عوضاً عن لغاتها الموروثة، ونعرف مجتمعات كانت تتمتع بتقاليد وعادات محافظة جداً، ثم مضت بسبب التقنية وبعض العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية في طريق الانحلال الخلقي، ونعرف بلداناً ومدناً كان المعروف عن أهلها الخشونة والغلظة، ثم غلب عليها ما ينتجه التحضر والمدنية من تهذيب ونعومة ورقة... وهناك آخرون يرون أن الهُويَّة الثقافية لأي مجتمع عصية على التغيّر والتبدل، فالانسلاخ من هُويَّة ما لا يتم في يوم وليلة ولا بطريقة طوعية واختيارية، ومع أن على كل شعب أن يدافع عن الصالح والحميد من عقائده وأخلاقياته وتقاليده، إلا أن التاريخ يُعلّمنا أن المحاولات الفاشلة على هذا الصعيد أكثر بكثير من المحاولات الناجحة.

M.alwohaib@gmail.com @mona_alwohaib