نفهم ونتفهم جيداً حاجة البلد للوافدين في مجالات الطب والهندسة والتعليم والقضاة والثقافة والصحافة، بالإضافة إلى الوظائف الدنيا مثل الأيدي العاملة أو الوظائف المهنية، وحتى لو لم يكن البلد بحاجة إلى ما سبق، فمن الضروري وجود نسبة للاحتكاك وتبادل الثقافات وهذا معمول به في البلدان المتقدمة مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا.
ولكن ما لا نفهمه أو نتفهمه حاجتنا لصيادين وافدين في مجال صيد الأسماك، هذه المهنة نحن - الكويتيين - كما يقال (ابن بجدتها)، ورثناها أباً عن جد وكابراً من ظهر كابر، لنا عشق خاص لصيد الأسماك، وهوس في ريادة البحر وركوبه، البحر الذي عرفنا وعرفناه من ثلاثة قرون وأكثر، فمن المستغرب سماع بعض الأصوات التي توعز شح السمك وندرته في الأسواق، بسبب الصيادين الوافدين العالقين أو المحظور دخولهم إلى البلاد بسبب جائحة كورونا.
يا سادة يا كرام نحن نتعامل مع بحر، فزمن (الطراريد) ولّى وانتهى، (الطراد) لا يصلح للبحار مشكلاته كثيرة وحوادثه أكثر، هو مناسب للأنهار، اليوم ينبغي أن نعتمد نظام جزر الصيد والمدن الساحلية في العالم المتقدم، أولاً نعتمد على مراكب صيد ذات مقاييس ومعايير وضوابط الثروة السمكية وخفر السواحل وإدارة الإطفاء، معدة بأدوات صيد حديثة، ومزودة بأجهزة عصرية، مثلما نرى في مراكب صيد سمك (التونة) أو (الروبيان).
والأهم من ذلك كله نفتح المجال أمام فرق صيد من الكويتيين المتقاعدين، الفريق مسجل برتب معينة رئيس الصيادين والصيادين وفني ميكانيكا وكهرباء وطاه... إلخ. هذا الفريق ينبغي أن يكون له مكتب في سوق السمك، وصيده تشتريه الحكومة بدعم، ما الفرق بين صيد (اللؤلؤ) وصيد (الأسماك)؟! هي... هي. صيادو الأسماك، لابد أن يعاملوا مثل المزارعين في البلدان الزراعية؛ فالأسماك والزراعة كلها ثروات طبيعية.
أيضاً آن الأوان أن نصدّر أسماكنا إلى الخارج. مشاريع صغيرة لتعليب الأسماك وتجميد الأسماك الكويتية بأنواعها المختلفة، لا بد من أن تكون لنا علامة بحرية بارزة ومميزة عالمياً.