بقدر ما مثلت فتيات رفع الأثقال المصريات أمثال نهلة رمضان وعصمت منصور وسارة سمير نماذج مضيئة ألهمت الكثير من الفتيات الأصغر سنا دخول عالم الرياضة، كن أيضا مصدر إلهام للمخرجة الشابة مي زايد لصنع فيلم وثائقي تنافس به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يتتبع فيلم «عاش يا كابتن» الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان رحلة لاعبة رفع الأثقال أسماء، بنت مدينة الإسكندرية، منذ كان عمرها 14 عاما وحتى وصلت إلى عمر 18 وتدريباتها والبطولات التي شاركت فيها.
الفيلم يشبه دفتر يوميات للفتاة التي كانت تتدرب مع زميلاتها بأقل الإمكانيات في أرض خلاء بعيدا عن رعاية أي ناد أو مؤسسة رياضية وتتسارع وتيرته وتهدأ مع أنفاس بطلة رفع الأثقال الصغيرة التي شاركت في بطولات على مستوى محافظتها ومستوى الجمهورية وقارة أفريقيا.
كما يسلط الضوء على تجربة الكابتن رمضان عبد المعطي مدرب أسماء ووالد البطلة نهلة رمضان، الذي توفي في 2017، وإيمانه الشديد بدعم وتأهيل الفتيات ليصبحن بطلات في رياضة كان ينظر إليها حتى وقت قريب على أنها للذكور فقط.
وقالت المخرجة مي زايد عقب عرض الفيلم في القاعة الكبيرة لدار الأوبرا المصرية بحضور عدد من نجمات وصناع السينما إن التصوير استغرق أربع سنوات جمعت خلالها هي وفريقها نحو 300 ساعة تصوير.
وأضافت زايد «الفكرة في البداية كانت اختيار إحدى الفتيات وتوثيق رحلتها نحو تحقيق حلمها في أن تصبح بطلة رياضية ولم أكن أعرف على وجه التحديد متى سينتهي الفيلم».
وتابعت «كابتن رمضان كان أكثر المتحمسين للفكرة وهو الذي رشح لنا أسماء لنتابعها لأنه كان يتوقع لها مستقبلا باهرا، وكاد المشروع يتوقف بعد وفاته بسبب حالة الحزن الشديدة التي سيطرت علينا جميعا لكننا فوجئنا بأن الفتيات اتصلن بنا وسألن لماذا لا نأتي.. فعدنا لاستئناف العمل».
وأشارت إلى أن عملية المونتاج استمرت نحو عام ونصف حتى اتفقت هي والمونتيرة سارة عبدالله ومدير التصوير محمد الحديدي على الشكل النهائي للفيلم.
ويعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جوائز دورته الثانية والأربعين خلال حفل الختام الذي يقام يوم الخميس القادم.