ابتكار تقني سرعته تفوق «5G» بـ 18000 مرة!

7 ديسمبر 2020 10:00 م

في سنغافورة، حيث أسرع اتصال محلي بالإنترنت في العالم، قد يستغرق تحميل كل المحتوى المتوافر على منصة «Netflix» والذي يقدر بنحو 3600 تيرابايت، 4 سنوات و4 أشهر و24 يوماً.

أما في بلد مثل البرازيل حيث سرعة الإنترنت أبطأ بكثير، فعليك الانتظار 14 عاماً و9 أشهر و18 يوماً للحصول على محتوى «Netflix».

لكن إذا طبقت ما ابتكرته المهندسة ليديا غالدينو - الذي يعد إنجازاً تقنياً خارقاً - فسيستغرق الأمر 3 دقائق فقط! أمام مجموعة من الباحثين في «University College London» التي تنتمي إليها غالدينو، حطّمت المهندسة البرازيلية الرقم القياسي لسرعة نقل البيانات عبر الإنترنت.

وحققت التجربة 178 تيرابايت في الثانية (Tbps)، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي تم تحقيقه في اليابان وهو 150 تيرابايت في الثانية بنسبة 20 في المئة.

هذا الرقم يعني أنها بلغت سرعة تفوق بـ2.6 مليون مرة متوسط سرعة الاتصالات المحلية في موطنها البرازيل، البالغ 67.8 ميغابت في الثانية فقط.

ورغم أن تقنية «5G» تعد تقدماً جيداً، إلا أنها تبقى بعيدة عن السرعة الخيالية التي حققتها تجربة المهندسة البرازيلية، فمن المتوقع أن تكون شبكات «5G» أسرع بعشر مرات على الأقل من «4G LTE»، وقد تصل سرعتها القصوى في المستقبل إلى 10 غيغابايت في الثانية أي أنها ستكون أسرع بـ100 مرة من السرعة التي يوفرها الجيل الرابع، وهذا يكفي لتحميل فيلم مدته ساعتان في أقل من 10 ثوانٍ، مقابل نحو 7 دقائق مع 4G. مع العلم أن السرعات الفعلية تخضع لعدة عوامل بما في ذلك الموقع والشبكة.

وبمقارنة بسيطة، يتضح أن الابتكار الجديد للمهندسة البرازيلية يفوق سرعة خدمة 5G - التي تعتبر حالياً اختراقاً تكنولوجياً - بنحو 18000 مرة! وفي مقابلة مع «BBC News Brasil»، أوضحت غالدينو أن البيانات على الإنترنت تنتقل بواسطة نبضات ضوئية محمولة بواسطة كابلات الألياف الضوئية.

وتفقد الترددات المختلفة للضوء قوتها أثناء الإرسال، الأمر الذي يتطلب وجود مكبرات ضوئية (مكررات) يجب تركيبها بعد كل 40 إلى 100 كيلومتر في خطوط الكابلات. والبنية التحتية العالمية للألياف الضوئية تنقل أكثر من 95 في المئة من البيانات على الإنترنت. في الخمسة عشر عاماً الماضية، زادت حركة المرور هذه بشكل كبير، بحسب غالدينو.

ولتسهيل فهم العملية، قالت غالدينو إن الأمر يشبه تخيل طريق سريع به عدد معين من الممرات: «كل واحدة تمثل قناة تردد تنقل المعلومات. السيارات هي المعلومات (بت) التي يتم نقلها في كل نطاق».

وأضافت «في عملنا قمنا بتطوير خوارزميات سمحت لنا بالوصول إلى أقصى سرعة نظرية للسيارات في كل قناة. وقمنا بتطبيق تقنيات تكرار مختلفة، مما سمح لنا بمضاعفة عدد المسارات على الطريق، واستناداً إلى ذلك استطعنا تحقيق سرعة 178 تيرابايت في الثانية.