تراجع الدولار الأميركي لأدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام، في إعادة تأكيد على أن العملة الخضراء دخلت اتجاهاً هبوطياً طويل الأجل.
وقد يكون المستقبل أكثر قتامة على الأرجح بالنسبة للعملة التي تعتبر ملاذاً آمناً للبعض، خصوصاً مع الأنباء الإيجابية في شأن اللقاح المرتقب، الأمر الذي يعزز ثقة المستثمرين ويدعم آفاق الاقتصاد العالمي.
وتأثر الدولار سلباً من أنباء مشروع قانون مقترح في شأن التحفيز مع استئناف المحادثات بين وزير الخزانة ستيفن منوشين، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بعد توقف المفاوضات قبل انتخابات الرئاسة.
وتراجع مؤشر الدولار، والذي يرصد أداء العملة الخضراء مقابل سلة من ست عملات كبرى، في تعاملات أولى جلسات ديسمبر أدنى 92 نقطة، مسجلاً أقل مستوى منذ أبريل 2018.
وانعكس ضعف الدولار بشكل قوي على العملة الأوروبية الموحدة، ليقفز اليورو والذي يُشكّل 60 في المئة من حجم المؤشر- بنحو 1 في المئة ويتداول أعلى 1.20 دولار في أعلى مستوياته منذ أبريل 2018.
وخلال نوفمبر الماضي، فقد مؤشر الدولار نحو 2.3 في المئة من قيمته، في أكبر وتيرة خسائر منذ يوليو عندما تراجع بنحو 4.4 في المئة.
وفي يوليو الماضي، كان شاهداً على أسوأ موجة بيعية سجلها الدولار خلال شهر منذ سبتمبر 2010. ومنذ بداية 2020 وحتى نهاية نوفمبر، بلغت خسائر العملة الأميركية 4.7 في المئة، في اتجاه يخالف المكاسب المحققة في 2019.
وشهد 2020 تقلبات قوية، حيث وصل المؤشر لأعلى مستوى في ثلاثة أعوام مع تجاوزه حاجز 100 نقطة في الأشهر الأولى من العام؛ بفعل تفشي «كوفيد-19» وتداعيات الأزمة التي أدت لإغلاق معظم قطاعات الاقتصاد العالمي في مارس الماضي.
ومنذ ذاك الوقت وحتى الآن، كان الدولار في مسار هبوطي تخلله بعض الارتفاعات بشكل دوري. ويُنظر عموماً لضعف الدولار واتجاهه الهبوطي المستمر، على أنهما أمران إيجابيان للأسهم الأميركية والعالمية.
ويرجح أن يستمر الاتجاه الهبوطي في قيمة الدولار طوال ديسمبر مع استمرار شهية المخاطرة لدى المستثمرين بالإضافة لاجتماع بنك الاحتياطي الفيديرالي، حيث من المتوقع أن يتخذ بعض الإجراءات بالنظر لمخاطر الفيروس على المدى القريب، بحسب بنك «إيه إن زد».
ورجح خبراء في «سيتي غروب» تراجع الدولار بنحو 20 في المئة في 2021، إذا تم توزيع لقاحات الوباء على نطاق واسع.
ويرجح أن تتراجع قيمة الدولار بنحو 15 في المئة بحلول نهاية 2023 حيث إن العملة مبالغ في قيمتها بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المئة، كما توقع «غولدمان ساكس» قبل عقد انتخابات الرئاسة التي فاز بها جو بايدن.