صراحة مطلقة التصقت بكلمات النائب خلف دميثير، وهو يرسم في ذهنيته خريطة طريق انتخابات 2020، إذ تسيّدت الواقعية كلماته وهو يتحدث في لقاء تلفزيوني عن المنافسة المحتدمة في الدائرة الثانية، وحظوظه، ورؤاه المستقبلية، وهو الخبير الذي قضى نحو 40 عاماً في مجلس الأمة، وعاصر غالبية النواب وخاض المنافسة في أكثر من نظام انتخابي.
ويعد دميثير النائب المخضرم الوحيد الذي فاز في جميع الاستحقاقات، التي خاضها إذا استثنينا المجلس المبطل الأول، فمنذ 1981 ودميثير لم يبرح كرسيه الأخضر، مهيمناً على منطقة الصليبخات التي يبخصها وتبخصه.
هذه المرة، بدا دميثير وقد نزع روح الدعابة التي تميز بها على مدى السنوات الماضية، أكثر جدية وهو يتعامل مع انتخابات تعتبر علامة فارقة في تاريخ الحياة السياسية الكويتية، لأنها تأتي في ظروف استثنائية أبرزها جائحة «كورونا» التي كانت سبباً في إلغاء المقرات الانتخابية والندوات والتواصل مع الناخبين، فضلاً عن تطلعات لنهج سياسي جديد.
دميثير صوّب في اتجاهات عدة، وتحدث عن ملفات مهمة في حضور صريح، فقد سمّى الأسماء بمسمياتها، وكعادته كان واضحاً مع ناخبيه ومؤيديه، وتميّزت مواقفه وتعليقاته بالعقلانية والمنطقية، وحض الحكومة على ركوب قطار التنمية والمشاريع، وإبداء معالجة صريحة لملف القروض، بعدما أنهك الناس وتسبب في مشكلات اجتماعية وأسرية، وأعلن أنه سيتقدم باقتراح لإسقاط القروض وأبدى تفاؤلاً بإقراره. واستغرب دميثير من أن البروز والظهور أصبحا مصاحبين للتأزيم والصوت العالي، ومن ينشد الإصلاح ويسعى إلى الإنجاز لا تسلط عليه الأضواء، «نحن لسنا عاجزين عن رفع أصواتنا، وتسليط الأضواء حولنا ولكننا جئنا إلى المجلس لخدمة الوطن والمواطنين».