نحن بحاجة إلى أكثر من صوت... فصوت واحد لكل ناخب لا يكفي ولن يكفي.
صوت نعطيه لنائب الخدمات... وهو صوت ضروري جداً مع التقاعس في أداء بعض الإدارات الحكومية... حتى أصبح مصير الكثير من المعاملات التي ليس بها أي مخالفة، التأخير والإهمال، إلا إذا كان هناك سكرتير نائب يساعدك على إنهاء هذه المعاملة.
نحن بحاجة إلى صوت نعطيه لابن العم والقرابة... فليس من المنطق أن يذهب الصوت لغير ابن العم، فعمل كهذا قد يؤدي إلى القطيعة وتفكّك أبناء العم، بهذا المبدأ نحن مقتنعون... فنجاح ابن العم يرفع من اسم العائلة، والأهم أن سكرتير ابن النائب - ابن العم - سيكون جاهزاً لخدمتنا وتخليص معاملاتنا.
نحن بحاجة إلى صوت أو أكثر لابن القبيلة... فعدم إعطاء صوتك لابن قبيلتك، قد يؤدي إلى مشاكل أنت في غنى عنها... مشاكل قد تنتهي بالقطيعة وتفريق شمل القبيلة... فحتى إن كنت على درجة عالية من التعليم والثقافة، فأنت ملزم بإعطاء صوتك لابن قبيلتك، لعوامل نفسية أهمها الخوف من ضياع حقوق أبناء القبيلة إذا لم يمثلها نائب في البرلمان... وهذا الخوف ليس بمستغرب وليس مرضاً... إنما هو ردة فعل طبيعية للمجتمع.
نحن بحاجة إلى صوت لابن الطائفة والمذهب الذي اتبعه... فعدم إعطاء صوتك لابن مذهبك وطائفة سيؤدي إلى العديد من المشاكل التي قد يفتي فيها أحد المشايخ بحرمة ما فعلت... فتوى قد تخرجك من مذهبك أو طائفتك.... وربما يتمادى إلى تكفيرك والمطالبة بإقامة الحد عليك... وأيضاً الخوف من ضياع حقوق أبناء مذهبك أو طائفتك، يكون في الغالب هو المحرّك الأساسي لقرارك... والخوف هذا ليس مرضاً أو علة فيك، إنما هو ردة فعل طبيعية لما تراه حولك من تسلط الغالبية على الأقليات في معظم دول العالم.
نحن بحاجة إلى صوت نعطيه للحزب الذي نؤيده... فرغم عدم وجود أحزاب في البلد... وإصرار الجميع على عدم وجود أحزاب... إلا أننا نعطي أصواتنا لمن يمثل الحزب الذي نؤيده... فعدم إعطاء صوتك لممثل الحزب أو عدم وصول ممثل لهذا الحزب إلى المجلس، يعني أن فرصتك للحصول على منصب ستصبح معدومة... وفرصة إعطائك براشوت لكي تهبط على أي منصب ستتلاشى... فهل أنت مستعد للتفريط بهكذا مناصب.
نحن بحاجة إلى صوت نعطيه لصاحب المواقف والمحارب ضد سرقة البلد... المدافع عن حقوق الجميع في البلد والمحارب للفساد... بالطبع ليس حباً في كل ما سبق... إنما لنقول لأبنائنا وأحفادنا إننا انتخبنا من أحب البلد وحاول منع انتشار الفساد... نعم لكي نجلس في المجالس ونتفاخر بأننا انتخبنا من سيعمل على نشر العدالة ومنع الظلم في البلد... وغالبيتنا تعلم أن نجاحه يعني محاربة مصالحنا وتعطيل فسادنا نحن.
نحن بحاجة إلى صوت نعطيه لصاحب الجاه والمال... فهناك من لديه قناعة أن إرضاء صاحب الجاه والمال من الأمور الضرورية... حتى إذا سألته لماذا لديك هذه القناعة...؟ سيبتسم ابتسامة صفراء ويرد عليك: إنك تدّعي عدم معرفتك السبب...! باختصار... الصوت الواحد لا ينفع، والصوتان فاشلان... وأربعة أصوات لا تكفي... نحن بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير... بحاجة لأكثر من أربعة أصوات بكثير...!