أكدت الكويت والولايات المتحدة أهمية الحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي شهد تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، وشددتا على ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وكرّرت واشنطن الإشادة بجهود الكويت المستمرة لرأب الصدع الخليجي، مؤكدة أنها أصبحت مثالاً يُحتذى به.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي بواشنطن (مساء أمس بتوقيت الكويت) لوزير الخارجية وزير الإعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد الناصر ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في ختام الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي التي انطلقت في 9 نوفمبر الجاري، عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع (عن بُعد)، بمشاركة 20 جهة حكومية كويتية.
وقال الناصر، في المؤتمر الصحافي، «نشكر الولايات المتحدة على مواصلة التزامها بأمن الكويت والمنطقة والتعاون في هذا الشأن».
كما أعرب عن شكر سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والشعب الكويتي لما قدمته الولايات المتحدة من رعاية صحية لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيظل محل تقدير دائم في الكويت.
وأضاف «ان الحوار الاستراتيجي بين البلدين مهم، إذ شهدت العلاقات تطوراً كبيراً خلال السنوات الأربع الماضية».
وأشار إلى أن «الكويت زادت استثماراتها في الولايات المتحدة بنسبة 70 في المئة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع الى أكثر من 14 مليار دولار بين 2016 و2020».
وإذ لفت إلى أنه «يوجد نحو 9 آلاف طالب كويتي يدرسون في المؤسسات التعليمية الأميركية»، أكد الناصر أن «هناك بعض القطاعات والمجالات التي تعزّز تعاوننا مع الولايات المتحدة، وهناك المزيد من مجالات التعاون الممكن بين البلدين في المجال الصحي ومواجهة مرض (كوفيد -19)».
وأضاف «نتعاون مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب، ونزيد تعاوننا في مجال الأمن السيبراني».
من جهته، أشاد وزير الخارجية الأميركي بالعلاقات بين البلدين، واصفاً إياها بالقوية والتاريخية.
وقال إن «اجتماعات الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأميركي تحرز تقدماً عاماً بعد آخر»، لافتاً إلى أن ذلك «دليل على قوة العلاقات الثنائية بين بلدينا».
وأكد أن الكويت أحد أهم شركاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مقدماً تعازيه للشعب الكويتي بوفاة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله.
ولفت إلى أن جميع دول العالم، ومن ضمنها الكويت، تعاني بسبب فيروس «كورونا»، مشيداً بالتعاون الكويتي - الأميركي في مواجهة التحديات الصحية لهذا الفيروس.
وأشار إلى توقيع مذكرة تفاهم، أمس، مع الجانب الكويتي لزيادة التعاون في مجال الأبحاث الطبية، كما تم الانتهاء من التجهيز لمذكرة تفاهم أخرى بين الصندوق الكويتي و(state department id) للتعاون في مجالات عدة منها الطاقة والأمن الغذائي.
وأعرب عن فخره بعمل الولايات المتحدة والكويت معاً، وهما أكبر الدول المانحة للدول المحتاجة، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الكويت والولايات المتحدة ارتفع إلى 4.5 مليار دولار العام 2019.
وأضاف بومبيو: «إننا سنحتفل العام المقبل بالذكرى الـ30 لعاصفة الصحراء وتحرير الكويت»، مشيراً إلى أن العلاقات الأمنية بين البلدين تطورت بشكل كبير.
وذكر أن الكويت تستضيف الآلاف من القوات الأميركية، معرباً عن شكره للدعم الكويتي للجنود الأميركيين، كما لفت إلى أن البلدين تشاركا في الحرب ضد «داعش» ومواجهة التهديدات في المنطقة.
وقال إن التعاون الأمني والاقتصادي يحتل مكانة أساسية في العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت، «ونحن نعمل مع شركائنا لحرمان إيران من الأسلحة والأموال التي كانت ستستغلها في شن الهجمات الإرهابية على المنطقة»، مشيراً إلى أن إيران اليوم باتت أكثر عزلة بسبب السياسات الأميركية.
وتطرق الوزير الأميركي إلى الأزمة الخليجية التي اعتبر أنها «استمرت طويلاً وهذا يخدم الخصوم»، مشيداً بجهود الكويت المستمرة لرأب الصدع الخليجي، ومؤكداً أنها تحظى بالدعم الكامل من الولايات المتحدة، وأصبحت مثالاً يُحتذى به.
في سياق متصل، قالت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي: «كم أفخر اليوم بمجهودنا ونحن نختتم الجولة الرابعة من الحوار الإستراتيجي الأميركي - الكويتي... رغم تحديات (كوفيد 19)، إلا أننا استطعنا تطوير علاقتنا القوية أساساً من جميع النواحي وتحديد مجالات جديدة للتعاون».
يشار إلى أن الجولة الرابعة من الحوار انطلقت في 9 نوفمبر الجاري، واختتمت أمس.
وانبثقت مجاميع عمل أساسية عن الحوار الاستراتيجي هي: مجموعة التعاون الدفاعي، والتعاون الأمني، والتعاون التعليمي، والتعاون الاقتصادي، والتعاون القنصلي والجمارك وأمن الحدود.
ويعتبر هذا الحوار، الذي انطلق للمرة الأولى قبل أربع سنوات، إطاراً رئيسياً يتم من خلاله تنسيق العمل على القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.